كتاب عبقرية الإمام - عباس محمود العقاد

الكاتب الكبير الأستاذ عباس العقاد،  محب أشد الحب لسيدنا على كرم الله وجهه، متأثر بأحداث الفتنه وموقف الإمام من خصومه .. لدرجة إن الكتاب متطرقش كتير لوصف سيدنا على ومآثره ومنهجه إلا بالقدر الى يخدم دفاع الكاتب عنه فى سيرته ومواقفه فى الفتن المتلاحقه الى مر بها من عصر الخليفه الثالث سيدنا عثمان بن عفان ثم معاويه بن أبى سفيان ثم الخوارج. 

الكتاب كله وصف دفاعي لموقف وفكر الإمام وتبيان رفعة مكانته. 

الكاتب كما ذكرت فى مراجعة كتابه السابق " عبقرية عمر" ليس مؤرخ ولا فقيه، فالأحداث الى بيذكرها مش دايما دقيقه بل بيذكر ماهو مشهور منها عند عامة الناس بدون تحقيق. 

أحداث فتنة عصر سيدنا عثمان وسيدنا على قرأت عنها قبل كده لعلى الصلابي وفرج فوده وغيرهم .. كل كاتب بيكتب من وجهة نظره الى شايفها والجانب الى بيحبه والطريقه الى عايز بيها يشوف الامور ويخرج بإستنتاجه الشخصى الى عايز يوصله للقارئ. 

منصحش أى حد إنه يحاول يتقصى الحقيقه فى الموضوع ده لإنه مش هيوصل لحقيقه موثوقه، وإعتبر أفضل بقول رسولنا الكريم

" أصحابى كالنجوم، بأيهم إقتديتم إهتديتم " 

من مآثر أقوال الإمام الى ذكرها الكاتب، كتابه إلى الولاه فى أخذ الخراج : 

"ليكن نظرك فى عمارة الأرض أبلغ من نظرك فى إستجلاب الخراج، لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة،ومن جلب الخراج بغير عماره أخرب البلاد وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلا قليلا، وإنما يؤتى خراب الأرض من إعواز أهله،وإنما يعوز أهلها إسراف الولاه على الجمع وسوء ظنهم باللقاء وقلة إنتفاعهم بالعبر"