لماذا لا أقرأ لمؤلفين شباب ؟

لماذا لا أقرأ لمؤلفين وكُتاب جُدد ؟
-------------------------------------------
سؤال يطرح نفسه بقوة بين القراء - المخضرمين والمحترفين - وهو فى الحقيقة سؤال فى محله وله اعتباره. نجد الكثير من القُراء يعزفون عن القراءة لمؤلفين جُدد أو شباب ويكتفوا بقراءة مؤلفات لكُتاب قدامى - فى الأغلب رحلوا عن حياتنا - لأنهم يضمنون جودتها وأيضاً لحريتهم الأكبر فى ابداء رأيهم فى تلك الأعمال دون خوف من التعرض لحملات شرسة من الهجوم عليهم من جانب الكاتب الشاب وأصدقائه وأصحاب المصالح.
هذا يعود فى رأيي للأسباب التالية:
- جزء كبير من المؤلفين الجُدد يفتقرون إلى الحد الأدنى من الموهبة الأدبية ، ويلجأون إلى التقليد الأعمى والساذج لأعمال سبق أن قرأناها لمؤلفين قدامى. فقط يقوموا بتغيير فى الأسماء والأماكن وأيضاً دمج مجموعة من الروايات القديمة فى شكل رواية جديدة لا طعم لها ولا لون ويقدموا هذا على أنه إبداع !!!.
- بعضهم يقدم رواية لا تستطيع تصنيفها هل هى اجتماعية أم خيال علمي أم فانتازيا أم رعب أم هى كوكتيل من كل ما سبق !!!.
- أيضاً من المثير للسخرية أن بعضهم يقدموا أنفسهم كخلفاء لمؤلفين كِبار وأنهم حاملوا الراية من بعدهم !!!. ومهما قدمت لهم من دلائل تثبت صحة رأيك فيما يكتبونه ، فهم لا يعترفوا بهذا أبداً - رغم أنهم يعترفون بهذا فى داخلهم - وفوراً تبدأ حملات من الهجوم المضاد من أصدقاء الكاتب ولجانه الإلكترونية ضد أى شخص ينتقد أو يكتب رأي سلبي - تشمل الاتهام بالترصد وأنك مأجور ضده لمحاربة ابداعه الوهمى الذى لا يراه إلا هو والمنتفعين من وراءه - لترهيب القُراء من ابداء أى رأي يخالف هوى الكاتب الشاب الذى لا يريد سماع أى انتقادات من أى نوع مهما كانت سليمة أو منطقية.
- الكاتب الشاب - من النوع الذى ذكرته فى النقاط السابقة - يريد النجاح والتفوق من أول عمل يكتبه مهما كان سوء المحتوى الذى قدمه ولا يريد أن يستمع لملاحظات أو انتقادات هى فى حد ذاتها مفيدة له شخصياً فى حال أراد أن يعرف عيوبه والأخطاء التى وقع فيها حتى يتفاداها فيما بعد ومن ثم يتطور للأفضل.
- الكاتب الشاب هذا يتشدق طيلة الوقت بمثاليات يرددها كالببغاء حول حُرية الرأي وتقبُل الرأى والرأى الاخر ، لكن عند أول رأي سلبي يتعرض له تنفجر هذه الفقاعة من المثالية على الفور وينكشف وجهه الحقيقى أمام الجميع.
- لكل هذه الأسباب لا غرابة فى أن يحجم الكثير من القراء عن المجازفة بقراءة أى أعمال لمؤلفين شباب وجُدد. هذا بكل تأكيد يتسبب فى ضرر كبير جداً لمن يمتلكون الموهبة الحقيقية - وهم الأقلية - والتى تحتاج للدعم والتشجيع والمساندة.
ويبقى السؤال ... أنا كقارىء ماذا أفعل ؟ هل انسحب من متابعة أى كتابات جديدة وأظل فى المنطقة الدافئة المضمونة ؟
الاجابة صعبة فعلاً وتحتاج لاتباع طريقة التجربة والخطأ. اعتقد أن أولى الخطوات التى يجب أن يتبعها القارىء - خاصة المخضرم - هى ألا ينخدع بحملات الدعاية التى تصاحب ظهور أول عمل أدبي لمؤلفين جُدد فى أول خطوة لهم فى الوسط الأدبي. فى الأغلب هذه الحملات مُضللة ولا تعكس الحقيقة.
ثانيا قم بعمل بحث ودراسة حول هذا العمل الجديد. ما تصنيفه الأدبي ؟ هل هذا النوع يروق لك كى تقوم بتجربته ؟ لا تندفع فى قرار الشراء والقراءة إلا بعد مرور فترة زمنية كافية تكون الدعاية قد هدأت كثيراً. اسأل من تثق فى ارائهم اذا كانوا قد قرأوا هذا العمل وما رأيهم فيه ؟ ابحث عن الأراء التى تُقيم هذا العمل على مواقع القراءة المتخصصة مع مراعاة أن يكون لديك فطنة فى تمييز أراء المدح والدعاية المبالغ فيها من خلال معرفة تاريخ انشاء هذه الحسابات التى قامت بالتقييم المُبالغ فيه وهل لها أراء فى أعمال أخرى بشكل منتظم أم أنها أُنشئت لغرض محدد فقط ولا نشاط أخر لها على الإطلاق.
ثالثا الحُكم النهائى دائماً وأبداً لك كقارىء. قم بتجربة عمل أو أثنين لهذا الكاتب الشاب واحكم بنفسك. هل ترى أن لديه حد أدنى من الموهبة ؟ هل تطور أسلوبه وتفادى الأخطاء التى وقع فيها من قبل إذا كان له عملين أو أكثر ؟ هل أنت مُستمتع بما تقرأ ؟
رابعاً لا تخشى أبداً أن تُبدي رأيك فى هذه الأعمال - مع احترام الآداب العامة - ولا تخشى أى ردود أفعال تقلل من رأيك وتتهمك بعدم الفهم. اذا حدث هذا فأعلم أنك أصبت الهدف أو على الأقل كنت قريباً منه بدرجة كبيرة وعلى الفور اتخذ قرارك بعدم متابعة هذا الكاتب مره أخرى لأنه مزيف وغير حقيقي تماماً.
ما هو رد فعلك؟






