كتاب الشوكارا - أيمن حويرة

الاسم: الشوكارا. «كيف تصبح زهرة زرقاء.»
الكاتب: أيمن حويرة.
دار النشر: كتوبيا للنشر والتوزيع.
عدد الصفحات: 113.
بعد كل عملٍ قويٍّ أقرأه أتمنى لو كنتُ من القرَّاء الذين يقرأون العمل وينبهرون به في هدوء ودون كتابة تعليقٍ عليه..
كتابة مراجعة لعملٍ قويّ مرهقة جدًا ومتعبة..
كيف بوسعي إظهار روعته دون إفساده على القارئ؟
وكيف بوسعي _على قلة بلاغتي وفصاحتي_ أن أوفيه حقّه؟
فالإنسان فصيحٌ في النقد، أُميٌّ في المدح!
يقولون أن التوقعات المسبقة تفسد العملَ.. لكن.. أن تبدأ العمل بتوقعٍ مسبقٍ عالٍ جدًا فيبهرك الكاتب بما هو أعلى من توقعك يجعلكَ مصدومًا ومندهشًا.. وسعيدًا جدًا.
بعد كتاب الطريق كنتُ أكثر حماسًا للشوكارا..
أحب الفلسفة وعلم النفس.. وأحب كيف يتخلّىٰ الكاتب عن دوره في النصح والإرشاد ليتحوّل إلى بائع نظارات رؤية..
خذ هذه النظارة.. انظر فيها إلى ما أريدك أن تراه..
رأيت؟
اقتنعت؟
عليك أنت أن تأخذ الخطوة التالية..
لا إجبار.. لا تعنّت.. ولا حتّى حصر للحقائق في هيئة واحدة وكل من يراها غير ذلك أعمى!
أسلوب الكاتب يُشعِركَ بالمسؤولية.. أنت مدير حياتك.. وأنت المتحكم في شؤونك..
وهذه بعض المعلومات المفيدة.. وإليك أنت القرار التالي..
تريد أخذها بقوة؟
أو التخلّي عنها وتركها عِنادًا واستكبارًا؟
أم تريد أن تضع الكتاب بما حوىٰ على الرّف وتعود لنمط حياتك المعتاد؟
في الأحوال الثلاثة لن يأتي الكاتب ليحاسبك.. لكنّه نشرَ عِلمًا وبرَّأ ذمّته.
دراسات نفسيّة.. آيات قرآنية.. أحاديث نبوية.. سير الصحابة والسابقين.. أخبار القدماء والمحدثين..
تنوّع لن تجده إلا في أعمال الكاتب.. تنوّع في المصادر والمراجع يجعلك متيقنًا أنّك أمام عقليّة مدهشة وفِكر يستحق التقدير!!
لا أحب وصف كتاباته بأنّها تنمية بشرية لما علِق في أذهان الناس بأنها أكذوبة ووسيلة للتربّح..
لكن.. لو كان لي حق تسمية أعماله وتصنيفها لقلت أنها كُتب «إرشادٍ وتثقيف»
تمامًا مثل الإشارات على الطريق السريع.. تنبّهك.. تنصحك.. ترشدك.. ثمّ.. أنت من يمسك المقود..
سِر كيفما بدا لك.
لا أميل لقراءة الكتب.. أحب صنعة الروايات وأحب الإبحار فيها..
ولا أقرأ مقدماتٍ أبدًا..
ورغم ذلك.. كان هذا الكتاب الأول من نوعه الذي أنتظره بفارغ الصبر.. والكتاب الوحيد الذي قرأت مقدماته الأربع بتمعّنٍ وببطءٍ وتفكّر!
وتلك نقطة تُحسَب للكاتب..
يتحدّث الكتاب ببساطة عن مهارات القتال السلبي والإيجابي.. عن محطَّاتٍ نمرّ بها جميعًا في حياتنا اليومية.. وزلّات نسقط فيها جميعًا..
يتحدث عن التسامح والتفهم..
عن التحاشي.. التفادي.. التماهي..
عن التخاذل والتمادي..
وأخيرًا.. عن العزلة والهروب!
مفاهيم ومصطلحات ذات إسقاط مدهش على واقعنا وحياتنا..
وفي نظري أنا كان الكتاب طمئنة كبيرة لي.. شعرتُ في نقطةٍ ما وبينما أقرأ بشيء من المواساة..
لا بأس بخسارة بعض الأشياء.. لا بأس بالقليل من التحاشي.. لا بأس بشيء يسير من العزلة..
تفهّمت نفسي.. وسامحتها بعدما كنت عليها كثيرة العتب..
رفقتُ بها.. ونويتُ إصلاحها وتقوية شوكتها..
كيف تكتب كتابًا رائعًا؟
المعادلة سهلة..
لغة سلسة واضحة ومفهومة، فكرة نافعة ومفيدة، والكثير جدًا جدًا من المعلومات عن هذه الفكرة والإلمام الكامل بها.. ثمّ طرحها طرحًا منظمًا شافيًا..
والمقوّمات كلها متوفرة لدى الكاتب.. ولذلك خرج الكتاب بأبهىٰ حلّة!
العيب الوحيد المأخوذ على الكتاب _في نظري_ أنّه صغيرٌ جدًا!
ننتظرُ عامًا كاملًا.. ثمَّ.. مائة صفحة فقط!!!
بالنهاية..
الشوكارا إلى جانب كتاب الطريق سيقومان بدور المرشد العام لحياتي في الفترة القادمة..
من قال أن الكُتب كتبت لتُقرأ مرّة واحدة؟
كما عدتُ لكتاب الطريق مرتين من قبل عندما شعرت بالتيه فأرشدني..
سأعود للشوكارا كثيرًا كلما راودني شعور أنني فقدتُ لوني..
حيّا الله القلم وحامله.. والمعنىٰ وشارحه.. والحقّ وصاحبه.. والخير وناشره.. والعلمَ وموصله..
حيّا الله الكاتب وأدام مداد قلمه.
ما هو رد فعلك؟






