اسم العمل: جنتنا وجحيمهم
اسم الكاتب: شريف سالم
عدد الصفحات: 157
دار النشر: ن
تقييمي الشخصي: 5/5 ولو اكتر من كده انا موافق جداً
إلى الشيطان: عليك أن تعلم أن حربي معك تنتهي بوفاتي، ولكن الموت لن يهزمني بل قد يكون إعلان رسمي بانتصاري الساحق عليك، إذا انتهت القصة كما أريد
تدور أحداث قصتنا في محافظة قنا عام 2037 ولا نجد من يُحدثنا عن قنا وجمالها وأصالة شعبها سوى الكاتب القناوي "شريف سالم" المبدع
تبدأ الأحداث بقضايا اختفاء 4 طلاب من محافظتي قنا وأسوان ليُكلف سارة وجميل الصحفيان بعمل بحث وتحقيق لكشف حقيقة هذه القضايا، ليسافروا بالفعل من القاهرة إلى قنا لنبدأ معهم هذه الرحلة الممتعة
مواجهة بين الخير والشر .. الايمان والالحاد .. ماذا ستفعل عندما يهتز إيمانك بكل ما تعتقد أنه الصواب وأن ديانتك هي الديانة الصحيحة للتقرب إلى الرب، ماذا ستفعل إذا ظهرت ديانة جديدة في وقت التشكيك بكل ما هو ثابت وموروث .. وهل الاديان تُفرق بين الناس أم تجمعهم سوياً على الخير
دعني أسألك سؤال ما هو أقصى أقسى شيء تعتقد أنه سيحدث؟
أقصى الأقسى هو كل ما تستطيع تخيلة بعقلك الذي مهما كان عبقرياً لن يستطيع أن يمر بخياله أكثر مما قد رأى في الحياة
ماذا إذا عاد شخص من الموت وقال لك إن كل ما تؤمن به هو خرافات، ماذا ستفعل حينها؟
دعني أخبرك يا صديقي أن المال هو إله هذا العالم الجديد، فالاقتصاد هو ما يهم، وكل أمة تبحث عن بقائها، لهذا دائما ما تكون أمريكا مسعورة فيما يختص بالطاقة، وافريقيا مسعورة بمصادر الماء، كل كلب يجري وراء عظمتة، كما أن أمريكا هي من تحرك العالم هي من تجعل لأي حدث ولو كان تافهاً حدثاً جليلاً يلهث وراءة إعلام كل بلد، على عكس مصر عندما تتحدث عن أي موضوع هام لا تعيرها أمريكا من الأهتمام شيءً ولو بسيطاً
فكر معي في هذا السؤال، لقد اتفقت كل الأديان على وجود حياة بعد الموت، حتى المصريون القدماء، فماذا تعتقد سيحدث بعد موتك؟
وإذا كنت ملحد فهنيئاُ لك أن لا تحتاج لإثبات أي شيء، ستشاهد العالم ينتهي وأن تجلس تضع قدما على قدم لا تبالي
منذ أن ظهر الدين وكل شيء متعلق به، تلخيص لكل شيء في رمز تعبده وتدعو به وتضعه على السيوف والدروع وشارات الحرب وأعلام الدول وأبواب القلاع والحصون والمنازل وتطارد به الأرواح الشريرة وتقتل به مصاصي الدماء .. تحتفظ بكل الايمان في علامة
الايمان .. مشكلة ومُعضلة كبيرة .. كيف تقيس إيمانك .. وهل أنت مؤمن حقاً .. وبماذا تؤمن .. وما هو دليلك على إيمانك هذا .. وهل الايمان يحتاج لأدلة من الأساس .. الايمان هو الثقة بما يُرجى والايقان بأمور لا تُرى
ماذا ستفعل إذا كان أمامك فقط 6 أيام لتنتهي الحياة على الأرض؟
هل إذا كنت شخص مؤمن طوال حياتك وقبل موتك بساعات قليلة أرتكبت ذنب، هل سيعاقبك الرب على هذا الذنب وستُطرد من جنته؟ وهل حقاً الرب سوف لا يبالي بحياتك التقيه بأكملها وسيحاسبك على ذنب واحد فقط أرتكبته؟ أسئلة كثيرة ستطرحها على نفسك وأنت تقرأ هذه الرواية البديعة
الأحداث شيقة وممتعة للغاية، قوية ومترابطة يتخللها بعض الهفوات التي قد لا تلاحظها ولكن في المجمل فهي رواية قريبة من الكمال
السرد واللغة والحوار هنا دعني أخبرك ان الحوار المكتوب من أعظم ما قرأته خلال الفترة الماضية، بل سأقول أيضاً الحوار في هذه الرواية يجب أن يُدرس في المدارس، لأنه يجعلك تُفكر وتدقق فيما أنت عليه، وهل ستترك نفسك للموروثات وما كبرت عليه لمجرد أنك وجدت نفسك هكذا
الحبكة والنهاية أعجبوني وانا من أنصار هذه النهايات التي تجعلك تتسائل وتفتح لخيالك مجال جديد للتفكير
وفي النهاية أننا أبناء موت، هو الشيء الباقي الوحيد، وهو صامت ولم يرد على سؤال من قبل، الحل في وجهة نظري أن نقابله بصفته الأساسية، في صمت