مراجعة رواية تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ – للكاتب السيد الشايب

يناير 18, 2023 - 00:55
فبراير 4, 2023 - 20:53
 0  4
مراجعة رواية تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ – للكاتب السيد الشايب
المراجعة هذه المرة ستكون على غير العادة؛ فهي ستُكتب بالفصحى أولًا، وثانيًا هو تصيد للأخطاء ونقد ورأي شخصي؛ وذلك لما رأيته في أسلوب السيد الشايب ما يُذكرني بأسطورتي في القراءة -العراب أحمد خالد توفيق-، ولأنني أود أن أراك مثله وأفضل فسأتحدث معك اليوم بثلاث شخصيات (ناقدة، وكاتبة، وقارئة)، وأتمنى أن أجد بصدرك متسع لما سأقول، كما أنني لا أقصد التعديل عليك أو الحكم فيما تكتب، ولكني أود رؤيتك في الصدارة.
لندخل في الموضوع الآن حتى لا أُطيل..
أولًا ككاتبة:
-حينما تتحدث بصيغة الـ (أنا) فضع في نهاية الفعل الماضي تاء الفاعل.. مثل:
هبطت، سقطت، وجدت..
*لا تنسَ هذه النقطة مجددًا يا صديقي.*
-كلمة “متوعدًا” لا تعني أخذ الوعد أو إعطائه.. بل تشير للتهديد.. كأن تقول:
(رأيت أحمد يضرب أخي؛ فغدوت متوعدًا بضربه ما إن تلتقطه عيناي).
وأخذ الوعد تعني” متواعدًا، تواعدنا، أخذت وعدًا…”.
-لا تجعل فعل معين يُقيدك عن التنويع واللعب بالمرادفات.. كأن تقول:
دلفت، ولجت، دخلت، تخطيت…
وكملحوظة صغيرة.. ( دلفت تعني الدخول للمكان بخطى ثقيلة مترددة، ودلفت إلى عدوه تعني التسارع في الخطى)
لذلك نوع بين مرادفات الفعل كي تُوضح من حالة السير التي كان عليها الشخص.
-كخطأ وقعتُ فيه لشهور ووجب عليَّ تنبيهك ألا تقع ضحيته أنت الآخر.. ( تومئ، أومأ، ومى، إيماءً ) جميعها تأتي كوصف للإيجاب غالبًا بهز الرأس أو اليد أو الحاجب أو العين، لذلك تجنب أن تتلاعب بك المصادر فتكتبها (أماء بدلًا من أومأ.. وهكذا) .
– حينما تعتمد في جملة ما على أن تجعلها فعلية فحاول في مراجعتك للنص أن تحدد الفاعل والمفعول كي تُميز الفاعل بالضم أو الألف أو الواو في الإعراب .. والمفعول بالياء أو الكسرة أو الفتح أو الألف.
– “عيناي” تُشير للمتكلم.. وحينما تود أن تجعلها إشارة لضمير غائب فستُحذف الياء لتكون ” عينا صديقي “.
– لا تسقط ضحية الحروف الخبيثة المتلاعبة.. كأن تقول ” تريُّس بدلا من تريُّث”..
– حاول مستقبلًا أن تجعل من نصوصك فقرات لها نهاية ثم تترك مساحة بسيطة وتبدأ فقرة أخرى؛ وذلك تجنبًا لأن تجعل أكتاف القارئ تتهدل فجأة وهو يرى كم النص الذي عليه قراءته.. الأمر يترك في نفس القارئ شغفًا للتنقل بين الفقرات .
ثانيًا كقارئة:
التقطت عيناي بعض من عِباراتك التي رسخت بعقلي وطُبعت بقلبي وأحدثت شرخًا في جدار الماضي الذي حاولت نسيانه، لكنك ببساطة سلطت الضوء على كذباتي التي لطالما صدقتها..
سأوافيك بما رسخ بداخلي منها..
“نحن نعلم أن الأشياء خلفنا .. فلما نسعى أمامها؟”
“ھكذا تسیر الأمور تظل صامدًا أمام أقوى الأشياء سببًا للبكاء، وعندما لا تجد مِلعقتك الخاصة تبكي وتضرب بقدميك الأرض كما الأطفال رافضًا السكوت.”
“يُبصق المرء في الحياة، يوضع في كل شيء عنوة، وفي نهاية المطاف يكون هو الآثم الوحيد في حق نفسه، كمن يزرع وردة في صخرة ونهرها على عدم نموها.”
“لا فائدة من وجود البشر على هذا الكوكب؛ فهم عامل التشويه الأول فيه، ولم يظهر الفساد سوى على يد الإنسان، لا ضير إن مات جميع من على وجهها وتُرِكت الأرض للحيوان.. ستكون أكثر سِلمًا وسلامًا وستعمر، لا تأخذ عنوان روايتي على محمل الجد عزيزي القارئ؛ فنحن لسنا لهم بغائظين ولم نكن يومًا كذلك. الحياة هباء أحلام كما قال الأولون وإنا لهم لاحقون.”
ملحوظة:
الفصل السادس جعلني أسقط في ما يشبه دوامة… شعرت كأنني أركض.. ألهث.. متفاجئة.. متألمة.. ترتعش أطرافي.. عيناي تتذبذبان فوق السطور.. عبراتي أبت الصمود فتقاذفت تباعًا تنعي وفاة شخص شعرته بيننا.
رسم المشهد اختطف شيئًا ما مني جعلني أحيا داخل المشهد بحروفه ومشاعره.
ثالثًا كناقدة -وأنا أقل بكثير من أن أدعي براعة النقد-:
– الغلاف:
ملائم تمامًا لما ورد في سطور قصتك، عبر عنها ببراعة فائقة وكان له أثر في جذب عيني وعقلي لقراءة قصتك ومعرفة ما يدور خلف هذا الغلاف المُتقن بالصور المتحدثة نيابة عن الحروف.
– اسم القصة:
لا أُخفيك سرًا أن كان مُحيرًا بالنسبة لي، كما أنني لجأت لمحرك البحث كي أبحث في معناه وقد غفل عقلي عن كونها جملة قرآنية، وما إن اكتشفت الفادحة حتى عضضت شفتي السفلية وأنا أنعي ذاكرتي وعيني التي مرت على الجملة لعدد لا يمكنني حصره، كما أنك أحسنت وأجدت اختيار العنوان ببراعة فائقة، من جانب التشويق لمعرفة سبب التسمية، ومن جانب آخر كوصف لما خلفه.
– السرد:
أسرتني بطريقتك القوية في السرد والوصف والإجماع، في الواقع يكفيك أن أخبرك كوني أصبحت أسيرة داخل طريقة سردك القوية من جهة والمفعمة بالتماسك من جهة أخرى.
– اللغة:
كانت قوية وآسرة ومؤثرة في الواقع، كما أنني استنبطت بعضًا منها. فقط تلك الأخطاء الاملائية والنحوية والتي هي أقل من أن تُذكر في الواقع.. ولكنني أريدك بالصدارة كما أخبرتك سالفًا لذلك أعلمتك بها حتى تتجنبها مستقبلًا.
– المجمل
في مجمل القصة فقد خذلتني أحرفي كي أتحدث عنها مجملًا ولكنك لامست شيئًا ما بداخلي ولا يمكنني وصفه حقيقة، لا أبالغ وأنا أخبرك كونك تأسرني كما يفعل العراب بعقلي لدرجة أني لم أذق طعم النوم حتى أنهيتها، علاوة على كوني كان لا بد أن أستعد للدراسة في الصباح ولكن قصتك أبت ذلك
سررتُ كثيرًا لأن أقرأ لشخص مثلِك، ولأن يُسلب عقلي بحروفك.
كانت تجربة مميزة وفريدة لم أشعر بلذتها سوى مع كلماتك والعراب.
تابع كما أنت ولا تتوقف أمام نقد هدام أو حديث عقيم من شخص لا يميز بين فنون الأدب ورُقُيِّه.
بانتظار عملٍ جديد لك بفارغ الصبر وأتمنى لك مزيدًا من التميز والتألق .

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 1
لم يعجبنى لم يعجبنى 0
أحببته أحببته 0
أضحكني أضحكني 0
أغضبني أغضبني 0
أحزنني أحزنني 0
واااو واااو 0
دنيا الشملول كاتبه مصريه وناقده أدبيه ومدققه لغويه حاصله على بكالوريوس التجاره قدمت العديد من الأعمال الادبيه من خواطر وقصص وروايات يغلب عليها الطابع الديني