نوفيلا العالقون

اسم الكتاب: العالقون. 

نوعه: نوفيلا إجتماعية. 

عدد الصفحات: 71.

للكاتبة: صفية الجيار. 

صادر عن دار: دريم بن. 

تدور الأحداث حول: 

_ العالقون الذين مثلوا شريحة البشر الشبه معدمة، لا هم ماتوا فاستراحوا، ولا هم حيوا حياة كريمة تحفظ لهم ماء وجوههم وتكفيهم شر الحاجة. 

  السرد: 

بفصحى جميلة ازدانت بالألفاظ القوية المعبرة، والأساليب التعبيرية الراقية. 

الحوار: 

بفصحى جميلة راقت ذائقتي، لكنها بدت أكثر عمقًا مما يسمح به المستوى الثقافي لبعض الشخصيات. 

???? مناقشة أكثر عمقًا بها حرق للأحداث: 

العالقون أشخاص أغواهم الظلم كي يتحولوا هم أيضًا لظالمين سواء لأنفسهم أو لمن يعولون. 

باهر الذي قرر قتل طفله المريض كي يكفيه شر الجوع. 

هنية التي قررت لعب دور المنصف على طريقتها الخاصة، فسرقت من الاغنياء لتستر أجساد العراة وتسد رمق الجياع. 

شفيق الذي لجأ للرشوة لينجح في تمرير حقه المشروع بالمطالبة بأبسط أولويات الحياة. 

ثم تأتي الشريحة الأسوء ناجي الثري المحتكر الطامع الذي شكل النكبة الكبرى لأهل قريته بعدما تخفى طوال عمره في ثوب الإحسان، لم يكشف حقيقته إلا هنية ذات بعد النظر، فقد علمت أنه أراد بالإحسان كسر الأعين وضمان الطاعة العمياء المصحوبة بذل الحاجة. 

فضل الذي ضمن لنفسه بالسرقة ما يكفيه وعائلته ظنًا منه أنه لا يأخذ إلا حقه المشروع، ورغم حجته الواهية التي خدع بها نفسه، فقد ضن على أهله قريته بتعليمهم حرفته طمعًا لنفسه بخيرها بأكمله. 

مؤنس الذي احترف دوره كضحية وأبى التنازل عنه أو حتى الصراخ بلا في وجه الظلم كي يدافع عن نفسه، فتحول لمسخ أدمي مشوه الفطرة رضي بالامتهان واحترفه ولم يرفع أصبعًا في وجهه. 

أخيرًا راغدة التي نقمت على واقعها وقررت أن تأخذ السوط من يد جلاديها لتجلد به هي؛ منتقمة لنفسها من كل امرأة من الله عليها بنعمة الأمومة؛ مقتنعة أنها الوحيدة التي حرمت دون وجه حق غافلة عن الحكمة وحسدًا من نفسها على ما في يد غيرها؛ دون التبصبر فيما يبتلون هم به أيضًا، فما الله بظلام للعبيد. 

من وجهة نظري أن رائف هو الوحيد الذي استحق النجاة. 

لم يكن اختياره من الكاتبة عبثًا ليكون الوحيد الذي مر من فوق قبل انهياره، فهو الوحيد الذي رضي وقنع بالظروف المفروضة عليه، ولم يكتف بدور المشاهد قليل الحيلة، بل سعى على زرقه ليكفل لزوجته _المتطلعة لطفل تنجبه أو حتى تحوذ عليه بأي شكل من الأشكال_ حياة كريمة قدر استطاعته؛ فقد كان من الفطنة بحيث رأى حكمة الله في حرمانهم من الإنجاب، فأي طفل بائس سيجلبوه إلى الدنيا وهم غير قادرين على توفير أبسط ضروريات الحياة له. 

تقييمي النهائي: 

_ النوفيلا صرخة متألمة جريحة في وجه الظلم المنصب فوق رؤوسنا جميعًا إن أسقطنا الأحداث على واقعنا المتجه نحو حافة كارثية بخطى جواد سباق جامح، أبدعت الكاتبة من خلالها في صياغة أفكارها بكلمات قليلة العدد عميقة المعنى والتأثير.

_ أثار إعجابي شجاعة الكاتبة في التعبير عن رأيها في ذلك التردي الذي ألقى ظلاله القميئة على الغالبية العظمى إلا من رحم ربي.