مراجعة رواية المسخ - فرانز كافكا

" استيقظ جريجور سامسا ذات صباح بعد أحلام مزعجة، فوجد نفسه قد تحول في فراشِه إلي حشرة هائلة الحجم ".

يناير 14, 2023 - 02:15
أبريل 2, 2023 - 00:39
 0  17
مراجعة رواية المسخ - فرانز كافكا

معلومات الرواية

رواية:المسخ
الكاتب:فرانز كافكا

تبدأ القصة بتاجر مسافر اسمه جريغور سامسا، الذي يستيقظ ليجد نفسه قد تحوّل إلى حشرة بشعة. في السطر الأول من " التحول يصدم " كافكا " القارئ بهذا التحول الرهيب حيث يقول:
" استيقظ جريجور سامسا ذات صباح بعد أحلام مزعجة، فوجد نفسه قد تحول في فراشِه إلي حشرة هائلة الحجم ".
" جريجور "، هذا العامل البسيط، البائس بوظيفته التي تجبره علي الاستيقاظ مبكراً ليلحق بقطاراته كي يجوب المدن بائعاً متجولاً، في شقاء يومي متكرر، بالكاد يحقق له دخلاً يستطيع به أن يعول أسرته. ويجري " كافكا " هذا الحدث غير الواقعي، وغير محتمل الوقوع، في مجاري واقعية تماماً، موهماً القارئ بصدق هذا الكابوس، والذي تمنَّى " جريجور _ المتحول " أن يكون هذا مجرد حلماً مزعجاً سرعان ما يستيقظ منه، لكنه أيقن بتوالي الأحداث استحالة أمنياته. عندما ترتعش أطرافه المفصلية الحشرية في محاولاته اليائسة للنهوض من فراشه حيث تسبب له الألم، وعندما يضطر للرد علي أسرته القلقة بسبب تأخره في النوم علي حالته الجديدة، ويصافح مسمعيه هذا الصوت الرفيع الغريب الذي هو بالتأكيد صوته غير البشري، ولا تقتصر مأساة هذا البائس فيما بعد في عجزه عن المواءمة مع هذا التحول القدري، بل تتعداه إلي موقف الأسرة السلبي منه ـ فيما عدا أخته التي كانت تؤثره في محنته ـ حين تبتعد عنه مع مرور الوقت وتفاقم أزمته الوجودية، ثم هي تدفعه للاختفاء بعيداً عن الأعين، ثم وهي تبلور مشاعرها لمشاعر باردة وغير إنسانية بالمرَّة، برغبة جماعية في التخلص منه، حتى ولو كان الثمن هو الموت، فالارتباط المادي الذي يربطهم به قد انقطع صبيحة التحول الحشري مع توقفه عن العمل، بالفعل يموت " جريجور "، ماذا يمكنه أن يفعل غير الموت؟، بعد أن أرهق " كافكا " القارئ بالتفصيلات الحياتية اليومية الكابوسية، التي تؤكد أن مجرد البقاء علي هذه الصورة أمراً مرعباً وغير محتمل، وأن الانتحار هو الحل الوحيد الممكن.
رواية سوداوية مرهقة لأبعد حدود،أعتقد إنها لها أبعاد أخرى.
راقت لي جدا ( ولاء الهواري  )

 

إقتباس
"فرغم منظر غريغور البغيض والكريه ؛الا إنه واحد من أفراد العائلة في النهاية ،ولا يجب معاملته كعدو ،بل على العكس يقتضي الواجب العائلي كبح نفور المرء وتحمّل مشقة الأمر والصبر ولا شيء آخر سواه"

 

تعليق فاطمة الشيخ محمد الناصر

الكثير من قراء هذه الرواية تأول العديد من التفسيرات التي تم ربطها بوضع كافكا البيئي أو النفسي، ومنهم اعتبرها فلسفة وملحمة كابوسية والتي أجد بها نوعا من المبالغة لجذب القاريء للرواية، لا أخفي أن الرواية أدهشتني وجذبتني للمتابعة رغم النهاية التي اتسمت بالبرود العجيب، لكن سأفسر كما فسر غيري والذي يبدو لي هو المتوقع من الشخصية الرئيسية في الرواية، أن الفرد حين يتداعى بسبب أي علة كانت ويفقد قدرته الانجازية بسبب تلك العلة فإن الاحتمال المترقب للاهتمام لمن حوله سينحدر جراء ما يخلف تلك العلة المصاحبة من ضغوط نفسية عليهم، بالأخص ان كانت تلك العلة يكتنفها الغموض أو لا يمكن تفسيرها أو علاجها.

لا أعرف لما يعتقد بعض قراء هذه الرواية أن الحشرة المذكور صرصار! الصرصار لا يمكنه أن يرى فهو أعمى ويمكنه الاستشعار وفي الرواية يبدو ان ذلك المسخ يراقب بعينه ولم يكن يستشعر، الملفت في الرواية رغم عدد صفحاتها ٩٠ لكن ترى دفقها الغزير في النفس ودقة نقل الوضع الذي ترتب عليه التغيير الحاصل في كنف المحبين لتحول أحد افرادها لمسخ.

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبنى لم يعجبنى 0
أحببته أحببته 0
أضحكني أضحكني 0
أغضبني أغضبني 0
أحزنني أحزنني 0
واااو واااو 0