رواية جثتان و الثالثة عند قدمي لـ نهى داود
مراجعة رواية جثتان و الثالثة عند قدمي لـ نهى داود

*القراءة الأولى لي لقلم نهى داود و التي سمعت عنها الكثير قبلًا.
في البداية اسم الرواية كان من أكثر الاسماء الجذابة لي، لذا وضعتها على قائمة قراءتي منذ فترة طويلة و أمس فقط بدأت فيها و أنهيتها في جلسة واحدة، و هذا بالتأكيد مؤشر واضح على إنها تجذب من البداية للنهاية، لم أشعر أن الأحداث مملة في أي جزء من الرواية.
الرواية تبدأ بمذكرات نجية المرأة التي قتلت زوجها و تركت جثته أمامها عدة أيام، و تقوم برمي الطماطم المتعفنة على الأشخاص في الشارع و ملابس الجيران، لتنتقل القصة بعد ذلك مع ندى الصحفية التي تبحث في الجرائم النفسية و التي هى في الأصل تخصصها في مجال علم النفس و أختها شيرين التي لكل منهم طابع خاص، كانت رحلة بحث و تفكير عن ما إذا كانت نجية هي القاتلة بالفعل أم لا، و ما السبب في وصولها إلى تلك المرحلة من الجنون و العنف، و مع تأكيد شيرين بشعورها الداخلي أن نجية بريئة كان يجب البحث أكثر.
بدأت البحث من شقة نجية و حتى المنيا مسقط رأسها، لتعرف قصتها من حماتها و عمتها في الوقت نفسه، و من أصدقاء مدرستها، و العاملة التي تساعد عمة نجية في منزلها، و ابنة عمتها، لم تترك شخص واحد يمكن أن يساعدها في معرفة من نجية بالضبط إلا و سألته.
زارت ندى المتهمة نجية في مستشفى الأمراض النفسية، عرفت أن مشكلة حياتها هي الثقة و الأمان و لم تشعر بهم مع أحد طوال حياتها لذا كانت تضع كل أمالها على غالب.
تعرف أن غالب ابن عمتها تزوجها لكي يحافظ على ميراثها و لكنه تركها من ليلة الزفاف ليزيد من عقدتها النفسية و شعورها بالوحدة و الاستهانة بها وبمشاعرها أكثر و أكثر، و تعرف عن أمير الأخ الوحيد لنجية و الذي سافر لليبيا و توفى هناك فلم يبقى لها أحد.
الأحداث حتى الآن جميعها تشير إلى أن نجية هي الفاعلة، و لكن ندى قلبها أخبرها بغير ذلك فأصرت على البحث، و ذكاءها و ربطها للأحداث كان رائع و ساعدني في الشعور ببراءة نجية حتى و إن لم يظهر دليل قوي حتى منتصف الرواية تقريبًا.
طوال الأحداث و أنا مقتنعة أن نجية هي ضحية قسوة أمها، و كانت تطبيق صريح لمفهومي دائمًا أن الحالات النفسية بشكل عام لها أصل من الطفولة و خاصة من قسوة الأهل.
استطعت أن أتخيل شكل شيرين من وصف الكاتبة و أيضًا روحها التي كانت طاغية على القصة على الرغم من أنه يمكنني أعتبار ندى هى البطلة و لكن روح شيرين كانت طاغية.
أحببت توافق الأختين في البحث على الرغم من عدم اهتمام شيرين بذلك من الأصل.
الأحداث متسارعة و إن كان التساهل الذي استطاعت به ندى الوصول لكل ما تريده لم يكن من منطقي حتى و إن كان خالها رئيس تحرير الجريدة التي تعمل بها.
قصة الحب التي بدأت تظهر بين ندى و عاصم لم تكن منطقية ايضًا بالنسبة لي ربما إعجاب لكن حب كان غير مفهوم،
نهاية القصة و على الرغم من إنها كانت مفاجأة إلا أنني بدأت اتوقعها من الربع الأخير تقريبًا للرواية منذ أن بدأ البحث في صور أمير و غالب و إيلينا، و لكن الجُملة الختامية في الرواية كانت مصدر تساءل لي بشكل بالغ، ما الذي وجدته الممرضة في الستارة، و ما الذي كتبته نجية بالتحديد و لم تجده الشرطة حتى أنني شككت في أن هناك جزء من الرواية لم أفهمه و أعدت قراءة بعض الصفحات و لم أجد شيء.
فقررت البحث في ردود القراء لأجد أن هناك أخرين لم يفهموا مثلي الختام و أجابت الكاتبة نهى داود بتفسير تلك الجزئية، و لا أعلم إذا لم أجد تفسيرها هذا كيف سيكون شعوري طوال الليل و أنا أفكر في المقصود بتلك الفقرة.
لغة الرواية كانت سلسة جدًا و أقرب للبسيطة غير المتكلفة، فيمكن أن تناسب المبتدئين في القراءة، خاصة و أن أحداثها جذابة و ستنتهي بسرعة.
أحببت الرواية و فكرتها جدًا و سأبدأ في قراءة روايات أخرى لنهى داود بكل تأكيد.
ما هو رد فعلك؟






