رواية عناق برائحة الورق - منى سلامة

مايو 10, 2023 - 17:02
مايو 10, 2023 - 17:28
 0  133
رواية عناق برائحة الورق - منى سلامة
رواية عناق برائحة الورق

اسم العمل: عناق برائحة الورق.

اسم المؤلف: د. منى سلامة.

عدد الصفحات: ٣١٩ صفحة. 

غلاف الرواية: تصوير أحمد محمود

هل تدرك معنى شعور أن يتلاعب الكاتب بعقلك، لو حدث معك ذلك من قبل فستعرف قصدي جيدا، وإن لم يحدث فدعني أخبرك، 

الكاتب هنا يمسك بك في بداية الرواية ثم يسلمك لحبكة الرواية التي ستظل تبحر بك بين سطور الرواية، و تظل تنتقل من حدث لآخر و التشويق و الحبكة يزدادان فتجد نفسك قد ارتبطت بالرواية و تريد أن تلتهم سطورها بنهم كي تعرف ما الذي ينتظرك من أحداث، 

و تظل وتيرة الأحداث تتصاعد و الحبكة تزداد حتى تدرك أن الكاتب يتلاعب بعقلك و أنك تقف أمام رواية عظيمة متقنة الصُنع.

هل توقف الأمر إلى هذا الحد؟ 

لا، فبجوار تلك الحبكة المتقنة هناك رسائل خفية بين سطور الرواية، تلك الرسائل تظهر للقارئ الذي يبحث عنها، رسائل تريد الكاتبة إيصالها للقارئ، و إسقاطات واقعية، وقد تصل تلك الرسائل إلى القراء بطرق مختلفة، كأنها عالم واسع يظهر لكل قارئ وفقا لزاوية رؤيته، 

و بعض الرسائل أيضًا قد تكون واضحة لأي قارئ سيقرأ الرواية.

أمَّا عن بطل الرواية: فإن شخصيته فريدة، ربما يشبهنا في كثير من الأحيان، في تسرعه في إطلاق الأحكام و في سرعة الغضب أحيانا، 

وفي إيمانه بأفكاره و تمسكه بها، و الكثير من الصفات الأخرى التي جعلته مميزا من بين كل ما عاش في ذلك البلد الذي يمنع النطق بالحاء.

أمَّا عن أحداث الرواية فلا أريد حرقها، لكنني سأعطيك نبذة عن الرحلة المشوقة التي ستخوضها في الرواية: الكثير من الحوارات و الأحداث في الرواية هي عن الكلمات و الكتابة و الخيال، و قد جعل هذا من الرواية تحفة أدبية رائعة، وجدتها تذكرني بالكثير من الأعمال الأدبية الرائعة التي قرأتها، و وجدتها تتحدث عن نفسها أيضًا، أن تحدثك الرواية عن نفسها شيء مبهر بالفعل، ولن أخبرك كيف حتى لا أحرق الأحداث،

 و وجدت كذلك أن الكاتبة تتحدث عن نفسها أحيانا على لسان شخصيات روايتها و تشير إلى بعض أعمالها السابقة بين حوارات الرواية الخيالية بشكل لا يفسد الرواية، وهذا أعجبني أيضًا،

ببساطة الرواية دمجت بين الواقعية و الخيال بأسلوب شيق و جذاب لن تمل منه أبدًا، ساعد على هذا أن لغة الرواية في مستوى عالٍ من البلاغة و الروعة و الإتقان.

في نهاية الرواية قد تقف حائرا و تشعر أنك قد تُهت بين أحداث الرواية، ثم تقف لبرهة لمراجعة الأحداث حتى تتبين لك الصورة، فتقف مذهولا أمام روعة الرواية و إتقانها، وربما تتمنى لو كنت ترتدي قبعة كي ترفعها للكاتبة احتراما و تقديرا لهذا العمل الأدبي الرائع. 

أما عن عنوان الرواية الذي قد يخدعك و تظن أنها رواية رومانسية، فلا، هي ليست كذلك، لكن العنوان يناسبها جدا، ألم أخبرك أننا سنبحر بين الكلمات، فكيف سنلتقي بالكلمات إن لم نعرف رائحة الورق،

وكذلك غلاف الرواية، ستندهش من شدة ملائمته للرواية، لن تعرف سره بالطبع حتى تصل إلى الخاتمة، مثله مثل باقي أسرار الرواية. 

ربما يجد من قرأ الرواية أن كلماتي هذه قد تقول ما ليس في الرواية، ولكن كما قلت إنها عالم واسع و كل قارئ له منظوره الخاص لها، وكما تخبرنا إحدى شخصيات الرواية فإن " لكل قارئ بصمة عقل لا تشبه غيره؛ فريدة ولا تتكرر. "

وأما من لم يقرأ الرواية فقد يشعر أن كلامي ليس مترابطا جدا و أن به بعض الإبهام، فأعتذر له ، فهذا قد يكون حال من عاد للتو من رحلة طويلة في عالم... الخيال. 

بدأت المراجعة: ٢٩/٤/٢٠٢٣

انتهت: ٤/٥/٢٠٢٣ 

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبنى لم يعجبنى 0
أحببته أحببته 0
أضحكني أضحكني 0
أغضبني أغضبني 0
أحزنني أحزنني 0
واااو واااو 0
أحمد محمود عَابِرُ سَبِيلٍ يُحَاوِلُ تَرْكَ أَثَرِهِ في الحَيَاةِ بِالكِتَابَة ????????????