رواية الباب - ماجدا سابو

الباب

تأليف/ ماجدا سابو

ترجمة/ أسماء المطيري

⭐⭐⭐⭐⭐

-----------------------------

تقييم الترجمة:

جيدة جداً وواضح الجهد المبذول فيها لكى تصل للقارىء بشكل واضح ومفهوم

---------------------------------------------

تقييم الرواية:

- فى حياة كل إنسان باب يخفي وراءه أسرار لا يسمح لأحد بأن يطلع عليها ، وقد يحارب طيلة حياته حتى لا تنكشف هذه الأسرار حتى لو كان الثمن حياته.

- الرواية تدور أحداثها بين كاتبة شابة وزوجها انتقلوا للعيش فى بناية جديدة من أجل التفرغ للكتابة ، وتطلب الأمر من الزوجة أن تبحث عن خادمة تساعدها فى الأعمال المنزلية وتحمل عنها هذا العبء حتى تتفرغ لكتاباتها الأدبية. بالفعل تتعرف الكاتبة على الخادمة العجوز إيمرنس التى تم ترشيحها لها نظراً لكفائتها واتقانها للعمل بكل دقة.

- من هنا تبدأ العلاقة بين المرأتين والتى شهدت توتراً كبيراً نظراً للاختلاف الجذرى بينهما فكرياً وعقائدياً ونظرة كل واحده منهن للحياة والتى تختلف تمام الاختلاف عن نظرة الأخرى. الكاتبة متدينة تذهب للكنيسة كل أحد وتعمل على الألة الكاتبة يوميا أما الخادمة فهى شخصية غريبة جداً ، غير متعلمة ، لا تؤمن بوجود إله ، لا تذهب للكنيسة على الإطلاق ، تصنف الناس طبقاً إلى نوعين فقط: من ينظفون ويكنسون ومن لا ينظفون ويكنسون !!!. رغم ذلك فالخادمة متفانية فى عملها على أكمل وجه ، تساعد الجميع ، تطعم الكلاب والقطط ، تنزح الثلوج يوميا عن مداخل البيوت لكنها عبارة عن خزانة أسرار لا يمكن الولوج إليها مهما حاول أحد ذلك.

- شيئاً فشيئاً نتعرف على ماضي الخادمة الملىء بأهوال أوصلتها للحالة التى هى عليها. بيتها عبارة عن قلعة حصينة لا يدخلها أحد على الإطلاق ولا يمكن أن تسمح لأحد بهتك أسرارها التى تخفيها فى بيتها مهما كان الثمن.

- بمرور الوقت تتحسن العلاقة بين المرأتين وتكون الثقة هى أساس هذه العلاقة ، إلى أن يأتى اليوم الذى تكشف فيه العجوز عن أسرارها للزوجة الشابة التى تعتبرها بمثابة ابنة لها.

- هذه الأسرار تصبح عبء كبير على الزوجة الشابة ويأتى الوقت الذى يتحتم عليها أن تكشف هذه الأسرار فى محاولة منها لإنقاذ حياة العجوز من الموت. ويأتى السؤال الحاسم ، هل كان تصرف الزوجة هو الأمثل أم كان الأجدى أن لا تسمح بهتك أسرار العجوز حتى لو أدى هذا إلى وفاتها وأن تحفظ لها كرامتها أمام المجتمع؟

- موقف صعب جداً يجعلك فى حيرة حول ما هو التصرف الأمثل ؟ إنقاذ حياة العجوز له وجاهته وانسانيته وأيضا تركها بلا إنقاذ له وجاهته التى تتمثل فى حفظ كرامتها وعدم هتك سرها أمام الجميع.

- فى النهاية ما حدث قد حدث ولا مفر من القدر. نهاية الرواية غاية فى الجمال وتحمل رسالة مضمونها أن الانسانية فوق كل اعتبار ويجب علينا ألا نصدر أحكاماً على الأخرين حتى لو كانت تصرفاتهم وأفكارهم لا تعجبنا ففى النهاية كلنا لدينا نواقصنا وأسرارنا - حتى لو كانت فى نظر البعض ليست ذات قيمة - التى نخفيها وراء باب مغلق لا نريده أن ينفتح أبداً.