ريفيو

الكاتبة_فاطمة_الألفي

 رواية_ابنة_القمر

 تجدونها_على_تطبيق_روايتي

_إنهم ليسوا بمصاصي الدماء كما بالقصص الخيالية، و إنما هم أعداء الشمس أو الشمس عدوة لهم؛ إنهم أطفال القمر. 

جاء السرد و الحوار فصحى سلسة بسيطة و منمقة تشعرك بالاندماج من أول سطر، مُناسبة لوصف الحدث، مُتقنة و متناغمة مع وصف سير الأحداث.

 تناولت الرواية موضوعًا معقدًا و مهم لم يتناوله الكثير من الكُتاب بل نادرًا ما قد تجد عملًا كاملًا يناقش مثل هذه المواضيع أو يسلط الضوء على أطفال القمر، فكرة المصابين بمتلازمة جفاف الجلد الملقبين بأعداء الشمس أو أطفال القمر، وصفت الكاتبة معاناة تلك الفئة و مرارة التنمر و تذبذب الثقة بل تدمير الثقة بمجرد إلقاء كلمة واحدة ليست بمحلها..

 من هم أطفال القمر، و لما أطلق عليهم هذا الاسم، مما يعانون و ما حجم الألم و المعاناة التي يعانوها..

كيف يعيشون حياتهم كل تلك الأسئلة ستراودك مجرد أن تقرأ جملة أطفال القمر.

الأطفال الملقبون بأعداء الشمس....

 الرواية جذبتني منذُ قراءة عنوانها؛ فالعنوان كان جذاب و مختلف فمعناه يدل على أن فكرة الرواية حتمًا ستكون مختلفة و هذا ما قد حدث بالفعل..

لن تصبح قويًا إلا عندما ترى نفسك بعين من تحب قويًا فتنكس تلك القوى و الثقة عليك و كأنه الأمان بحد ذاته، القوى تكمن بوجود من نحب.

 الحبكة جاءت مُحكمة غير مفككه، بدأت بعرضِ المعلومات الكافية عن الشخصيات، ثم تطور الحدث الصاعد، الانتقال للذروة، نهاية بالحل، رغم وجود بعض النهايات المؤلمة و لكن هذا هو الحال و ليس باليد حيلة.

تتميز الرواية بأسلوب سهل و بسيط و لغة راقية، و أحداث متصاعدة و مترابطة، تسحبك الأحداث بسرعة داخلها لتغرق بها، و لا تجد طوق نجاة فتحترق مع "ابنة القمر" بطلة الرواية يراودك الحزن و اليأس معها تشعر بمدى كرهك لمجتمع يميز و يفرق بين البشر، تشعر بالبغض أنك تعيش ضمن هذا المجتمع. 

من الرائع أن تقرأ عملًا لديه قدرة عالية على مناقشة أفكار مهمة و تتكدس بها القيم حيث أنها تقوم بترسيخ تلك القيم في النفس. 

نقلت الكاتبة من خلال هذا العمل الكثير من المشاعر، كما أنها رسمت عواقب ما نفعله دون أن نُدرك.

أكثر ما أحببته بهذا الرواية هو الاقتباسات الوفيرة التي لامست أعمق نقطة بقلبي.

 تحدثت الرواية عن:

 _ما يشعر به أصحاب الأمراض المزمنة و كيفية تعايشهم مع أمراضهم التي تجعلهم يعيشون حياة مختلفة عن غيرهم.

_في بعض الأوقات نحتاج إلى صديق يختلف عنا ليعوضنا عن ما ينقصنا.

 _لن تبدأ الحياة أبدًا إلا عندما نقرر من أنفسنا أن نتخلص من مخاوفنا و نرمي بها عرض البحر.

_كيف يتعامل الأهل مع أبنائهم مع حالة مرضهم، و أجد أن الرواية قد تساعدهم على فهم أسلوب حالتهم و فهم ما يمرون به من مراحل فليس دائماً ما نفعله يكون صحيحًا

 _الدعم شيء مهمًا جدًا لإكمال سير الحياة فالحب و الدعم هما أساس للأمان في النفس و زيادة الثقة داخلنا.

اقتباسات نالت إعجابي:

-قررت أن تتقبل حياتها كما هى، ليس عليها فعل شيء من أجل أن يتقبلها الآخرون. 

-اليوم وصلت إلى طريق مسدود مع نفسي، لا أعرف كيف وصلت إلى ذلك؟ لا أعرف ما هو السبيل للخروج مما أنا فيه، اليوم و الأمس لا أعرف ماذا أريد، لقد وصلت إلى مرحلة لا أحمد عليها و لا أصدق نفسي.

 -‏و الآن أعاهدك يا نفسي أن أكون كما تريدين و تلك هى البداية.

 -انسابت دموعها و عادت أدراجها إلى حيث غرفتها فقد سئمت ذلك التنمر الذي يلاحقها منذ أن كانت فتاة صغيرة بالروضة و إلى الآن لم تسلم من نظرات المقربين.

 -تلك الحياة هي غربتي، لم أحسها منذ أن كنت طفلة صغيرة و أنا حبيسة غرفتي و أشعر بالغربة؛ فكل من حولي ينظر لي و كأنني منبوذة فأنظر إلى نفسي في المرآة و أدقق النظر بوجهي، و لكن لم أشعر بالنفور أو القبح.

-و لكن رفضت وتين إبدال جدلها و أخبرته بأنها راضية و متقبلة مرضها و غير ساخطة على إرادة الله و لن تغير من خلق الله، لن تتقبل حياتها بهذا الجلد الغريب عنها سوف تشعر بالغربة من نفسها، و لا تريد أن تكون داخلها و خارجها غريباً.

 _من أروع ما تصفحت حقيقي سلمت أنامل الكاتبة المتألقة و دام إبداع قلمها، لن تكون التجربة الأخيرة أبدًا.