(منزل إبليس) وهل يملك إبليس حقاً منزلاً ؟! توقفت كثيراً أفكر في هذا العنوان الملتهب لتلك الرواية ، وإن كان لهذا اللعين منزل حقاً، فكيف هو ؟
أسئلة كثيرة أثارها التفكير في عنوان هذه الرواية.
فالمنازل عنوان لمن يسكنها، منها من تفوح منه رائحة الوجاهة والثراء، ومنها ما يطفح بالبوس والشقاء .. فكيف سيكون منزل أبليس اللعين هذا ؟ أهو منزل واحد أم منازل وأحياء ودرجات وطبقات وعالم كامل كعالمنا، وهل يتزوج اللعين ليتناسل ويتكاثر مثلنا أم باقون بنفس عددهم حتي نهاية الدهر وقيام الساعة؟
أعرف أن هذا اللعين يحاول مشاركتنا في كل شئ من طعام وشراب ونسـ ... !!! ، أليست هناك أدعية للطعام والشراب ودخول المنزل و صولاً للجمـ .. !! ، قد وضعت وتقال لتحول دون مشاركته لنا ؟
أعترف بأن عنوان الرواية قد نجح بالفعل مع عدد صفحاتها القليل أن يسحبني لقراءة لهذه الرواية ليجعلا منها سهرتي لتلك الليلة.
بداية شيقة بليلة من ليالي يناير الباردة لـ (طه) طبيب الأمراض النفسية الشاب وبطل الرواية ... أحسبكم تعرفون تلك الليالي التي يكون العودة فيها لدفء البيت والفراش والإختفاء أسفل الأغطية مع كوب مشروب ساخن أفضل شئ يمكن فعله ، تدخل عليه بعيادته تلك الفتاة الجميلة ( سارة سليمان) المريضة الأخيرة لذلك اليوم ليبدأ الحوار التقليدي والذي يمكن للجميع تخيله بين مريض يروي ويثرثر وطبيب يصغي ويفكر بإنصات يقطعه بسؤال من آن لآخر، إلي هنا ولا جديد والأمور تسير بصورتها التي يعرفها الجميع ، تتغير الأحداث فجأة لتدخل منحني آخر مع تغير صوت الفتاة الجميلة التي أمامه لصوت ذكوري خشن والطبيب يرمقها في ذهول ليتأكد بأن ما يراه حقيقي وأن الصوت الذي يسمعه الآن صادر من الحسناء الجالسة أمامه ، نظرات شديدة الإقتحام والجرأة ترمقه بها مع كلمات وأسئلة تحمل من التحدي الكثير، وهو مازال يرمقها ويتحدث معها بصوتها الجديد
المشهد كان البداية بما حمله من تشويق لأبدأ وأكمل أحداث تلك الرواية القصيرة قليلة المشاهد والصفحات في رحلة سريعة إلي منزل إبليس والذي عرفت بالطبع أين هو !
سأتوقف هنا عن إكمال الحديث بالطبع لأترك لمن أثار الأمر فضوله أن يكمل الرحلة بنفسه ليعرف ماذا حدث؟ وماذا فعل الدكتور طه مع سارة سليمان ؟ وكيف جرت الأمور بينهما ؟
رواية قصيرة بالفعل وإكمال الحديث عنها يعني حرق أحداثها في بضع سطور وهو أمر لا أحبذه !