رواية السيناريو اكس - احمد عثمان

ريفيو رواية السيناريو أكس
اسم العمل: السيناريو اكس
اسم الكاتب: أحمد عثمان
عدد الصفحات: 236
دار النشر: إبداع
تقييمي الشخصي: 5/5
تبدأ قصتنا مع بطلها "فارس" الممثل شديد البراعة في التقمص بكل أدواره، نبدأها بمشهد تمثيلي أندمج فيه "فارس" وكاد أن يقتل زميلتة في المشهد، لتكون بداية الرواية عظيمة لأجدني (أنا) أُحدث نفسي قائلاً ( اومال لما تكون دي البداية يا احمد يا عثمان هتعمل فينا ايه ف باقي الرواية .. انا اشتريت واتكيفت ) وهذا لأني دائماً أحرص (أنا) على بداية أي رواية أقرأها وهل الكاتب سيجعلني أندمج سريعاً فيها أم سيتركني حتى منتصفها لأندمج بها
في نفس الوقت كان هناك مجرم يُدعى (السجين أكس) قام بعدة جرائم ثم أعترف بها دون الأفصاح عن دوافعة لأرتكابها وبالفعل يُسجن هذا السجين أكس
يعرف بطل قصتنا "فارس" بهذا السجين ليتحمس أن يعرف ما هي قصتة وكيف أتركب كل هذه الجرائم ولماذا أعترف على نفسه وما هي دوافعة، ليقرر "فارس" أن يذهب إلى السجين أكس في محبسة ليتحدث معه ويعرف قصته ليحولها إلى فيلم من بطولته
ومن هنا تتصاعد الأحداث (بس المهم تفهمني)
مع بداية جلسات "فارس" مع السجين أكس شعر أنه لا يفهم ما يُقال وكأن القتلة مجرد حيوانات لا تشعر! ولكن القاتل هو من يستخدم الصفة التي تميز الأنسان إنها الحكمة والعقل، فكيف نخطط وننفذ؟! هذا ما يحتاج إلى نضج خاصة عندما توافق على دفع الثمن
ومع كل صفحة تقرأها من الرواية ستقفز الأسئلة في ذهنك لتحاول أن تجد لها الأجابات المنطقية
هل كل قاتل لأبد أن تكون لديه الدوافع؟؟ هل كل الأصدقاء تستطيع أن تأتمن سرك معهم؟؟ هل ماضيك يؤثر على حاضرك ومستقبلك؟؟ هل تُطلق الاحكام على الأخرين دون الأستماع لهم ؟؟ ما الفرق بين الأستماع والإنصات؟؟ هل إذا استبقت الحُكم على الأخرين دون أن تضع نفسك مكانهم وتعرف ظروفهم سيجعلك هذا تُصدر أحكام صحيحة؟؟ هل دائماً النساء هم سبب كسر كبرياء الرجال كما هن من معهن الترياق للشفاء أيضاً؟؟ هل أي شيء تأخذه (ببلاش) دون مقابل يجب أن يكون له ثمن ؟؟ وما هو الثمن ؟؟
الغلاف: لا يوجد غلاف آخر سيعبر عن الرواية ومحتواها أكثر من هذا الغلاف .. تحية كبيرة لمصمم هذا الغلاف ( السهل الممتنع )
اللغة والسرد والحوار: اللغة جائت قوية ومتماسكة بشكل كبير جداً .. السرد باللغة العربية الفُصحى والحوار كان بالعامية المصرية وهذا الأسلوب في الكتابة أحبه جداً
الأحداث: كعادة "أحمد عثمان" يجعلك من أول سطر في الرواية تنبهر وتُكمل الرواية في جلسة واحدة ولا تقدر أن تتركها لدقائق، الأحداث مشوقة لأبعد مدى، لن تشعر بالملل أبداً، الأحداث متماسكة ومترابطة وبها إنسيابية في التنقل بين المشاهد، كما إن طريقة وصف الأماكن والأحداث ستجعلك تتخيل كل كلمة مكتوبة، سترى كل شيء حولك بالفعل، حتى لو كنت تقرأ الرواية في مكان مزدحم أوكدلك أنك ستنفصل تماماً عن واقعك لتدخل في واقع "أحمد عثمان" لتترك نفسك بأريحيه تامة
الشخصيات: من أكثر الأشياء التي أُحبها في روايات "أحمد عثمان" هي الدقة المتناهية في رسم كل الشخصيات الأساسية والثانوية أيضاً، لا يترك تفصيلة تسهو عليه، طريقة كلامهم، لبسهم، تفكيرهم، دوافعهم، ماضيهم، حاضرهم، خباياهم، ستشعر أنك تعرف هؤلاء الأشخاص بالفعل، من أكبر دور في الراية حتى أصغر دور .. تحياتي وتقديري لك يا عثمان
الحبكة والنهاية: النهاية ستُدهشك، أخر الصفحات ستجعلك تفتح فمك من الأنبهار، أعجبتني وبشدة هذه النهاية ولا أطلب أكثر من هذا ف (أنا) حقاً منبهر، أما عن الحبكة (أنا) أستشعرت أنها مقاربة لرواية 3110 .. وهنا تكمُن الخطورة ولكن قد تعامل "أحمد عثمان" بحرفية شديدة في إستخدام الحبكة الدرامية ومعالجتها بشكل يتماشى مع هذه الرواية أو أجعلني أقول هذا السيناريو .. ف ببساطة شديدة هذه الرواية تستحق أن تتحول لسيناريو فيلم لقوتها وقوة الأحداث والشخصيات
ومن بعض الأجزاء بالرواية التي ابتسمت تلقائياً (وأنا) أقرأها عندما تم ذكر تاريخ 10 31 .. وتم ذكر أيضاً "حلمي مهران" فلابد من وجوده دائماً مع "أحمد عثمان" في أى رواية له
إقتباسات:
الأحلام هي الحاجة اللي بنتخيلها ومابنقدرش نحققها لكن ده غلط، الخيال والواقع وجهين لعملة واحدة، ربنا زرع الخيال في عقولنا عشان نقدر نحققه، بس عشان مخنا يفهم ده، لازم نخلي الحلم في صورة هدف.
ما أوضع الحيوان المسمى بالإنسان حين يبرز جانبة الأقذر، فنظلم سائر الحيوان عداه، إذ نسويه به في أحوال خسته.
في شعره بسيطه بين الحقيقة والخيال، هي اللي بتخلي الحياة تتعاش زي الحواديت والحواديت تتصدق زي الحقايق، المهم في الحالتين، إننا مننساش اللي عشناه.
ما هو رد فعلك؟






