مدينة البهت
كأنها مدينة من الجنة سقطت على الأرض بشكل خاطئ، أسوار مطلية بالنحاس اللامع يخطف أبصار وقلوب من ينظرون إليه، في قلب أرض تُحيطها الخضرة والأشجار من كل اتجاه. ترتفع أسوار المدينة وأبراجها حد السحاب، فكأنك ترى أنها والسحاب ملتصقين بعضهم البعض، تنظر على اليمين أو الشمال لترى نهاية الأسوار فتفشل في ذلك. تشعر وأن سورها موازي للأرض بأكملها، فمهما امتدّ بصرك لا ترى نهايته، أقسم أن دروب الخيال لا يمكن أن تتخيل بهذا مولاي الخليفة...."

#مجرد_رأي_شخصي
اسم الرواية: مدينة البهت
الكاتب: حازم محمد
النوع: ورقي
عدد الصفحات: 80 صفحة
تصميم الغلاف: فاطمة حمدي صلاح.
صادرة عن دار طريق المعالي للنشر والتوزيع
معرض القاهرة 2023
"إنما نحن نخطُّ صراع المجد، ونعتزم أن ننتصر، لو نُحيل هذه السماء نفسها إلى الجحيم الذي تتخيَّل وجوده، فنقيم أحرارا هنا ولو لم يُدن لنا الملك"
"لعل أحد أغبى الأمور التي يسمعها شخص في حياته هي: أن الإنسان قادرٌ على تحقيق جلِّ ما يريد فقط بالإصرار والرغبة في تحقيق هذا، فمثل تلك الأمور لا تتعدَّى كونها كلمات يمكن قولها لأحدهم لتحفيزه لا أكثر، ففي الواقع نحن مسَّيرون إلى أقدارنا دون القدرة على تغيير الدرب أو الطريق."
تناولت الرواية أحداث من عصر الخلافة لكن في قالب فانتازي كما عودنا الكاتب في أغلب أعماله.
تميزت الرواية بالغموض والألغاز التي حرص الكاتب على فك كل منها بلغز آخر يجعل القارئ يهفو لقراءة المزيد لفكّ طلاسمها، تأرجحت الاحداث بين الحقيقة والخيال، كقبة الصخرة، والخضر وسليمان عليهما السلام.
أكثر ما يجذبني لأعمالك هو التشبيهات المتفردة، واللغة القوية البسيطة في الوقت ذاته، اختيار المفردات التي تكون في متناول جميع القراء.
الطمع والرغبة في امتلاك كل ما هو ثمين حلم الإنسان منذ الأزل، يجعله أعمى البصيرة تقتاده نفسه للهاوية دون أن يدرك ذلك، هناك من تكون لديه الفرصة في تغيير ذلك، ومنا من يفقد تلك الفرصة فتكون نهايته وخيمة، هناك الكثير من المشاهد التي أود إبداء إعجابي ورأيي بها لكني لن أحرق محتوى الكتاب الذي أرشحه لكل قارئ يحب الفانتازيا والتاريخ.
اختيارك للاسم كان موفقا، فمدينة كهذه ربما تكون موجودة حقا، وربما مجرد أسطورة تناقلتها الألسن فبات وجودها أقرب للحقيقة.
الغلاف كان مناسبا للعمل ويعطي لمحة بسيطة عن الرواية.
#ياسمينا_العايب
ما هو رد فعلك؟






