كتاب :صور وخواطر
الكاتب الشيخ الأديب على طنطاوي
عدد الصفحات 288
لأول مرة أعجز عن التعبير فمن شدة الجمال عجز اللسان عن النطق لطالما أبهرني جمال الكلمات فأنها عالم ساحر بديع يفصلنا عن المكان والزمان وها هو الشيخ الأديب المبدع ذو الاسلوب المتفرد يبدع في كتابه صور وخواطر وهو مجموعة من المقالات المنفصلة لا يقل جمال أحدهم عن الآخر لطالما احببت الشخصية الحالمة وها هو الشيخ يتخيل انه يتحدث مع النخلة ومع القبة لتخبره عن تاريخها وكيف تتغير المعالم والطرق والبلاد مع الزمان كيف تتبدل الأحوال في عقد من الزمن
وفي مقال آخر يري صورته وهو طفل صغير فيتخيل انه خرج من الصورة وذهب اليه ليحدثه ويروي له كيف ان كل شيء تغير منذ أربعين عام وصعق الطفل الصغير لما رأى النساء في الشارع سافرات وتساءل من هؤلاء فمنذ أربعين سنة كانت جميع النساء محجبات والفرق بين المسلمة من غيرها هو كشف الوجه فقط. ويسأله من انت يقول له انا هو انت يقول الطفل انت مجنون دعني اذهب لكنه يتخيل امامه نفسه في مراحل عمره الأخيره ويقول له نحن كل يوم يموت فينا انسان ويولد آخر لا يشبهه
ومقال آخر يزور فيه طبيب فيتركه الطبيب لأمر طاري فيري خزانة حسب أن ما بداخلها كتب فإذا بها هياكل عظمية لشخصين ويحاورهم ويتخيل كيف كان هؤلاء قبل أن يصروا هكذا مقال في قمة الروعة والإبداع ورائها رسالة بأن هذا حال الجميع سواء ملوك او صعاليك أعداء ام أصدقاء...
وامتعني واضحكنا مع مقالاته عن صديقه البدوي الذي لم يذهب الي المدينة في حياته(صلبي) وكيف كانت رحلته أو ما هبط إلى الشام واخذه صديقه الي الحمام ليغتسل من السفر. والذي صنعه عند ذهابه الي السنما....
وفي مقال تكلم عن الحب الشريف الغير مخالف لشرع الله
وفي مقال عاتب فيه أدباء عصره الذين يترجموا الروايات الخليعة التي تدعوا إلى المجون
ومقال آخر عن رحلته اليومية في الترام وكيف انه يمثل المجتمع حوله من مختلف الأفكار والطبقات وانتقاده للشباب المخنث المائع كالفتيات.
ومقال آخر يحدثنا عن الشيطان وطرقه واساليبه في الوسوسه لنا لاضاعة الصلاة او الاعجاب بها كي يفسد علينا ديننا
أكثر ما أعجبني في الكتاب أنه أظهر شخصية الأديب الشيخ كم كان مثقفا واسع الإطلاع وسهل الاسلوب