رواية روح البنفسج - للكاتبه روان سلامة

روان سلامة رواية روح البنفسح. 

أحيانًا كي نتمكن من مواجهة الحياة يتوجب علينا أولًا مواجهة أخطائنا، ضميرنا، أحزاننا، كل شيء يؤرقنا بالليالي المظلمة، وأحيانًا أخرى فقط يتوجب علينا التشبث بالحب، لا يهم مکان، زمان، ولا حتى منطق فقط تشبث بمن تحب لا تفلت يده حتى لا تفلت حياتك معه من بين يديك..

أولًا سأتحدث عن جمال الغلاف وتناسقه وكل تلك التفاصيل المذهله معبرة جدًا عن أحداث الرواية، وهنا أنا أقول بكل جدية الكتاب يظهر من غلافه تجانس الألوان مع الصور جيد جدًا فبالتوفيق للمصممه.

أسم الرواية أثار فضولي بعض الشيء رغم رقة تسميته فألاسم إن دل فيدول على أن الكاتب مزج بين الزهور ومعانيها بقصص مختلفه وهذا ما علمته سر البنفسج بالقلوب له تاثير واضح لا يمكنني إنكاره.

جاء السرد لغه عربيه فصحى سلسه منمقه يتخللها بعض الجمل والتشبيهات البلاغيه التي زادته حلاوه.

الحوار أتى بالعامية المصريه مع إختلاف المحافظات فقد كان هناك بعض الابطال يتحدثون بطريقة أهل القاهرة والبعض الاخر يتحدث بأهل الأسكندريه وهذا كان واضح جدًا بالرواية وأحببته بل فضلة كل تلك التفاصيل وكنت اقرأ واتعمد اللفظ بكل لهجه فالمزيج أعجبني كثيرًا.

البداية كانت غامضة عقدت حاجبي ولم أفهم ما يحدث التشويق كان يصل لأعلى مراحله لم أفهم ما يدور من حديث ببداية الأمر فالكاتبه بدأت بأحداث وحوار دون توضيح لما هما هنا او ما سبب هذا الحوار، ولكنها لم تستمر على هذا المنوال فسرعان ما بدأت تفك العقدة التي عقدتها بالبداية ويبدو أنها فهمت ما أحسست به كقارءة وعزمت على شرح كل شيء بهدوء وروية..

 المشهد الأول كان حاضرًا يعيشوا الأبطال بالتسعينات ثم تنتقل الكاتبه بسلاسه لم أشعر إلا بها من حاضر إلى ماضى عاشوه ولازمهم طيلة حياتهم يبدا كل بطل سرد قصته وما عانى به ليصل به الحال بدار رعاية للمُسنين، عاصرت قصصهم واحد تلو الاخر وكأنني أراها امامي بالكامل بل وكأنني كنت اعيش معهم كل حرف حدث بها أحسست وكأنه يلمس قلبي تألمت لألمهم وأبتسمت مع أبتسامتهم...

تبدأ أول قصه بالخمسينات وتسردها أو بالأصح تكتبها نوال تلك المرأه النقيه الصامده رغم كل ما واجهته وتواجهه ورغم صمودها ذاك إلا أنها هشه ضعيفه كورقة شجرة تكاد تسقط بفصل الخريف، لامست بقصتها الفتاة الناعمة بنت الأكابر تلك أميرة بملابس فاخرة وكم هو رائع ملابسها بهذا الزمان، أحسست وكأنني اقرأ قصه من قصص الأميرات، سرعان ما وقعت بالحب ونبض قلبها بلهفة اللقاء وإبتسامة الرضى وبنفس السرعه أختفى كل ذلك ليحزن قلبي قبل قلبها فما تلك القسوة، ظننت بالبداية أن أسم "أنور شكري" هو الشوكه بتلك القصه وكأنه ذلك الناقوس الذي سيكون السبب في تشتت شعلة الحب قبل البدء، لكني صدمت بباقي الاحداث ولم أرضى أبدًا بوجود أب كهذا عنيد ذو قلب قاسي بل كان يمتلك قلب حجر... حقيقة لم أفهم ألا يقولون أن ما تزرعه تحصدة لما كل ما زرعة "نوال" لم تحصدة البته!!!

تنتقل الكاتبه من الخمسينات للستينات بهدوء لتبدء حكايه جديدة..

ممدوح ذاك الرجل الذي عاشٰ شببابه لنفسه ولذاته ولكل ما يهوى غير مهتم بمشاعر غيرة ليست أنانيه ولكن حب الذات أو لا اعلم لا أريد أن أضع اللوم كله عليه ولكن شخصيته لم أحبها البته رغم حزني وشفقتي على ما حدث معه ولكن هنا النهاية كانت مرضيه إلى حد ما بالنسبه لي فمن ظلم يُظلم ولو بعد حين.. 

الثنائي الرائع بالنسبه لي هو نادية وكمان علاقتهم مانت تجعلني أبتسم رغمًا عني أحديثهم إصرارهم على بعضهم البعض تمسكهم ببعض رغم كل الظروف الفكرة بالبداية اثارت دغدغه لطيفه بقلبي و قلوب تتراقص أمامي 

وبالطبع لا علاقه دون مشاكل وتخبطات المهم بالنهاية ماءا سيحدث... المراسيل التي أخذت حيز بين السرد والحوار لها دور كبير لخط قلب القارئ.. تلك المراسيل كانت الطريقه الوحيدة للتواصل بين الابطال جعلتني أعيش داخل المشاهد أحببتها جدًا فمع كل مرسال والأخر كنت أغرق بحب الرواية أكثر فأكثر.

تسلسل الأحداث وتنقل الكاتبه بين الزمان والأعوام كان مذهل لم أشعر بأي تشتت أو ملل بالعكس كنت اقرأ وأنا مستمتعه ذاك العالم الخاص بالروايه كان رائعًا بالنسبه لي فهذا الزمن أنا من عشاقه بكل تفاصيله البسيطه. الظلم والقسوة يأتي من قلوب تكاد لا تصدق أنها قد تظلم يومًا.

رسمت الكاتبه عالم خاص مع أول حرف ستنجرف له وتقع بحبه وكأنهة ألقت عليك تعويذة فلا تستطيع إلا أن تحبه. التجربه كانت جيدة جدًا أحببتها ولن تكون مرتي الأخيرة بل أنا على يقين أن قلم كهذا سيكون لي تجربه أخرى معه.