رواية أوراق - يحيى درويش

أوراق يحيى درويش

تأليف/ أحمد عبد المجيد السملاوي

⭐⭐⭐⭐

---------------------------------------------

- يحيى درويش يحكى لنا قصة الأمس والحاضر والمستقبل. هى حكاية لا تنتهي وتتكرر دائماً عبر الأزمنة والعصور وكأن لا أحد يتعلم أو يتعظ. حكاية القهر والظلم وسحق الإرادة البشرية وكأن البشر مجرد جرذان لا قيمة لهم ولا كرامة.

- يحيى درويش هو أنا وأنت ممن عاشوا حياة لم يختاروا فيها مصيرهم وفُرض عليهم كل شىء ولم تكن لهم أى فرصة للإختيار. وحتى عندما جاءت الفرصة الوحيدة التى اختار فيها من يحب بكامل إرادته وجد من وأد حلمه البسيط. هذا الحلم ظل هو أمله الوحيد الذى تحول إلى وهم بمرور الزمن وبسببه فقد كل معنى للحياة وقرر التخلص من حياته. لكن حتى عندما قرر ذلك ، فشلت كل محاولاته وكأن القدر كان يدخر له فرصة أخيرة كى يكون له دور ما أو أثر ما يتركه بعد رحيله.

- فى أوراق يحيى نتعرف على قصة حياته منذ نشأته وحتى إصابته بمرض عضال لا شفاء منه وعلى وشك الموت. هذه الأوراق هى الأثر الذى سيتركه بعد رحيله بعدما عاش حياة لم يكن له أى دور جوهري فيها. هو عاش حياته طبقا لما فُرض عليه من أهله والمجتمع والقوانين الحاكمة.

- فى وسط هذه الأوراق سنجد أن قصة يحيى حدثت فى الماضي وعبر العصور وصولاً إلى الزمن الحاضر وكأن الحكاية لا تموت أبداً برحيل أبطالها ، بل هى أشبه بتناسخ أرواح مستمر بطول الزمان كله. هذا الجزء قدم الكاتب فيه فانتازيا جميلة وهى أكثر ما أعجبنى فى الرواية ككل.

- الرواية موجعة بشكل كبير وتحمل مشاهد قاسية جداً لكنها للأسف واقعية وحقيقية.

- النهاية جاءت جيدة جداً وكانت لتكون مثالية. كان ينقصها تفصيلة صغيرة سيفهمها من يقرأ الرواية. هذه التفصيلة كانت ستكون أشبه بحبة الكرز على الكعكة الجميلة قلباً وقالباً. لكن هذا لا ينتقص كثيراً من جمال النهاية.

---------------------------------------------

ملاحظات عامه:

- الكاتب يملك لغة بديعة ومفردات متميزة.

- السرد والحوار بالفصحى.

- شخصيات الرواية مثلت جميع أطياف المجتمع. شخصيات متلونة وآكلة على كل الموائد ولا مبدأ لها إلا المصلحة ، شخصيات مغلوبة على أمرها ، شخصيات اختارت الابتعاد والاكتفاء بالمشاهدة من بعيد. باختصار كل نقائص وعيوب البشر ستجدها داخل هذه الحكاية.

- فى رأيي الشخصي كان السرد زائد عن الحد قليلاً ، والحوار كان أقل طوال معظم أحداث الرواية. هى نقطة لم تضايقنى شخصياً بشكل كبير لكن كان من الممكن الاختصار فى السرد بشكل لا يُخل بالعمل ككل.

- كنت أفضل أن تكون فصول الرواية مُعنونة بالتواريخ الزمنية للأحداث عوضاً عن الأرقام حتى لا يحدث أى ارتباك أو تشتيت.

- بكل صراحة لم يكن سقف توقعاتي للرواية عالياً ، لكني بعد قرائتها أعترف وبكل شجاعة أن الكاتب الشاب فاق توقعاتي بكثير. هو يجيد الحكي ، وحكايته جريئة جداً شملت مناطق كان من الممكن أن يبتعد عنها نظراً لأنها أول عمل له لكنه لم يهتم وكان شجاعاً وجريئاً. هى حكاية من واقعنا وغير مُصطنعة أو مُتكلفة. هو عبر عن كل منا فى شخص يحيى وأوراقه.