نادرا ما نجد في الادب الروائي المصري خاصة و العالمي عامة روايات شبيهه بخلطة دان براون السحرية
روايات من ثيمة البحث عن الكنوز لكن في صورة شفرات
شفرات لا يمكن حلها الا من خلال مغامرات و احداث تاريخيه و اعمال فنيه ؛
خلطة هي تعبير عن شخصية دان براون التي امتزج فيها شخصية والدة عالم الرياضيات و والدته محترفة الموسيقي الدينيه و زوجته الرسامة و أستاذة التاريخ ؛
استطاع دان براون من خلال رواياته إثارة جدل ساهم في نجاحها باقتحام تابوهات الدين بكل صورة و الجماعات السرية خاصة الماسونية بكل اسمائها ؛
و مما زاد من نجاح رواياته ابتكاره لشخصية روبرت لانجدون استاذ الجامعة المتخصص في علم نادر الا وهو علم الرموز و التي جسدها و ساهم في نجاحها و انتشارها الممثل العبقري توم هانكس
كانت هناك محاوله من الكاتب محمد رجب بعنوان امضاء ميت لكنها لم تلاقي نجاحا لأنها افتقدت لجو التشويق و الجماعات السرية و الفن و التاريخ المميزين لهذا النوع ،
و كانت هناك تجربه أخرى للكاتب عمرو الجندي بعنوان مسيا و بالرغم من محاولة الكاتب إضفاء العناصر السابقة علي روايته إلا أنها جاءت ضعيفة لأن مبررات البطل لخوض المغامرة لم يكن مقنعا كما أنه حاول بشكل واضح نسخ مفاجئه دان براون في شفرة دافنشي بكون الكنز هو رفيقة البطل بشكل فج و لا يكون ملائم الا في روايه من ادب الروحانيات مثل رواية عشق للمبدع احمد عبد المجيد ؛
الروائي العراقي فريد عاطف كتب روايتين علي مثل هذا المنوال بعنوان ابتسامة فتاه عاشقة - و هي روايه نسخها نادرة - و رواية ساعة الخطيئة و من الأخيرة نلاحظ أن أسلوب فريد عاطف متميز لكنه اشبة بأسلوب و حبكات الكاتب الفرنسي المبدع غيوم ميسو ؛
حاول الكاتب الفلسطيني جهاد الترباني ان يستنسخ خلطة دان براون السحرية و لكنه اكتفى بالجزئية التاريخية و التشفير على حساب الحبكة و الجانب الدرامي و القصصي من حيث دافع البطل المجهول - الذي هو الكاتب نفسه - للبحث مكتفيا بأن هناك شخص مجهول يبعث إليه بهذه الرسائل المشفرة و كذلك من حيث افنقار القصة لعنصر نسائي و كذلك المنظمات السرية و اشياء اخرى يدركها القاريء و الناقد على حد سواء ،
و اخيرا و باقتدار تربع الكاتب احمد بدران بروايته البديعة مفتاح سليمان بأسلوب حاكى به خلطة دان براون السحرية بنكهة مصرية جميله يلقي به الضوء علي فترة مظلمة من تاريخ مصر إلا وهي فترة الشدة المستنصرية في إطار من الرعب و العلم خاض بها باقتدار الأحداث بين عوالم الإنس و الجن و المنظمات السريه و الفلك ؛
احمد بدران صنع شخصية شريف الخارقة مقنعا بها القاريء نظرا لكونه أنسي مولود لأم جنيه مستلهما شخصية الزناتي خليفه الاسطوريه من تغريبة بني هلال و لكن للأسف لم يستطيع استغلال هذه الشخصية في روايه اخرى تروي عطش الكثيرين من محبي هذا النوع من الروايات ؛
حتى اتي السيناريست و الكاتب هيثم دبور بعدسة سينمائية و اجتهاد و دراسة تاريخيه فنيه جميله ليقدم للقارئ صليب موسى المليئة بالمطاردات و الخبايا النفسيه مع كثير من المعلومات التاريخية و الفنيه و الأثرية و قليل من الشفرات ؛
شخصية البطل هنا شخصية عادية محبة للفن مصور صحفي عاشق لدير سانت كاترين يجد نفسه متورط في قضية قتل ( روبرت لانجدون في شفرة دافنشي) راهب صديق له و عليه أن يثبت برائته ؛
الروايتين هم من اجمل ما قدم في الادب العربي و المصري الحديث و الحكم هنا القاريء