كتاب فرعون ذو الاوتاد - الكاتب احمد سعد الدين
فرعون ذو الأوتاد - تهويد التاريخ والأرض والتراث وأكذوبة الأرض الموعودة

من هم الفراعين و خصوصاً من هو فرعون موسي و عرض شامل عن تاريخ الفراعنة مع توضيح الفرق الجوهري بينهم و بين المصريين القدماء مع سبب الخلط بين الأثنين.
اشتمل الكتاب لاول مرة علي شرح دقيق لمسار خروج بني اسرائيل مشفع بإحصائيات و خرائط اخذت في الحسبان الطبيعة التاريخية لجغرافية مصر وقتها و خصوصاً منطقة شرق الدلتا - منطقة تواجد الفراعنة و خروج بني اسرائيل - و التضاريس الموجودة وقتها مثل قناة سيزوستريس و وادي الطميلات.
* حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال ودبلوما في إدارة الجودة الشاملة من الجامعة الأمريكية ودرجتي الماجستير والدكتوراة المهنية في إدارة الأعمال.
* يعمل كإستشاري متخصص في مجال الجودة ونظم الإدارة كعمل أكاديمي تخصصي.
* صاحب أبحاث متنوعة في فروع التاريخ القديم المختلفة.
* يعد أول عمل مطبوع هو كتاب " فرعون ذو الأوتاد" إصدار دار الكتاب العربي 2015 والذي يعد باكورة أعمال المؤلف وهو بحث تاريخي موسع وموسوعي عن حقيقة وأصل فرعون وقومه ، يدحض فيه تزويرات اليهود للتاريخ وجهود التهويد المختلفة عبر العصور السابقة.
* يعتمد المؤلف في أعماله الروائية لونا أدبيا يرتبط بالروايات التاريخية أحيانا وبعضها يميل إلى الميثولوجيا والفانتازيا حينا آخر ، مبحرا في الأحداث التاريخية الموثقة وينسج الدراما الأدبية على هامش تلك الأحداث، بالإضافة إلى اللمحة الميثولوجية في قالب أدبي يعتمد على إيصال رسالة خاصة للقاريء العربي داخل هذا القالب الشيق الذي يعتمد على الإثراء الثقافي إلى جانب الإثارة.
من الأعمال التاريخية بصدد النشر : "تاريخ الهكسوس وحكمهم لمصر والشرق الأدنى" و "موجز تاريخ العرب قبل الإسلام" و "فلاد الثالث-القصة الحقيقية للكونت دراكيولا" و "الريان بن الوليد-امبراطور الشرق القديم" وغيرها من الأبحاث التاريخية القيمة.
* من الأعمال الأدبية تحت النشر للمؤلف : رواية "قلادة مردوخ" ، ورواية "72" ورواية "مخطوط نبي الأميين"، وغيرها من الروايات والمشروعات الأدبية التي في طريقها للظهور خلال الفترة القادمة.
احمد سعد الدين
الاصل واحد من سيدنا آدم وحواء واللغة واحدة جميع القبائل و البشر كانوا مؤمنين وموحدين بالله سبحانة وتعالى الى عهد سيدنا نوح ومع ظهور الاصنام وعبادتها لاول مرة ظهرت دعوة سيدنا نوح ومع الرفض والعناد والكفر أومر ببناء السفينة و جاء الطوفان
ومن بعد الطوفان اشتقت البشرية من ثلاث مصادر هم ابناء نوح علية السلام
سام ، حام ، يافث
السامون اللون الابيض من البشر
الحامون اللون الاسود من البشر
اليافثون اللون الاصفر من البشر
تركزت الحضارات والديانات والنبوات في نسل سام بن نوح علبهما السلام وكانت قبائل الشام والعراق وسوريا وفلسطين ومصر من نسل سام بن نوح
سيدنا ابراهيم وبالتأكيد لم يكن يهوديا
الهكسوس وزمنهم
اوروسالم التي حرفت اروشاليم
عرفت عاده كسر القلل عند المصريين ( اكسر وراه قله ) فقد كان من العادات الفرعونية كتابة اسماء اعداؤهم ع الفخار و كسرها
وحتى الان صان الحجر سرقات لا تنقطع و بعثات مشبوهة
محمية وادي الريان في الفيوم نسبة لفرعون عهد سيدنا يوسف الريان بن الوليد
في الاتكيت الانجليزي عبارة النساء اولا ولكن الاتكيت الديني عندما سار موسى مع الفتاه ليقابل اباها قال لها سيري خلفي و ارشديني للطريق حتى لا ينظر اليها
وجهة نظر : نتيجة لما حدث بين سيدنا موسى علية السلام وفرعون و قدر الله سبحانه وتعالى و انقذ بني اسرائيل بغرق فرعون وهامان وجنودهما وهذا ما أضعف دولة الهكسوس وكان سببا في انتصار احمس على الهكسوس وطردهم من مصر
بحث ممتع جدا فوق الممتاز فالباحث قارئ من الدرجة الاولى ويدل على هذا كمية ونوعية المراجع التي استند اليها في بحثه
فرعون ذو الاوتاد الهكسوسي كما اثبتتة من قبل كتب اسلامية ع بية مثل كتب ابن كثير
ولاننا لا نقرأ ماضينا الذي يكتب بأيادي عربية ظللنا كل هذا الوقت نظن اننا فراعنة
أنت الآن تحيى بين أُناس لا يفقهوا قولك،بل يستنكروه ،وينكروه ،حتى أنهم يضحكون مما تقول .. ها أنت تحاول إقناعهم بمنطقك ،فأنت تملك الحجة والقرينة ،فتجد أكثرهم يقول إنما أنت تسعى لتبدل ما ألفنا عليه اخواننا وأهلينا ،تحاول توضيح حقيقة ،قد سبق لغيرك الوصول لها ،تحاول اختلاس شعاع من الضوء لتسقطه على تلك البقعة تحت قدميك ،فتجد المفاجأة ،هذه البقعة تقبع تحت التراب ،أسفل صخرة من الكبر والعناد والإدعاء.
تجمع أمرك ،وتأتي بمعولك ،وتحطم تلك الصخرة ،وتبدأ في إزاحة ردميات الزمن ،وبكل الدأب والمثابرة والحرص ،فتنجلى أمامك الأسرار ،وتزلزل بداخلك الراسيات القديمات ،فتدكها دكا ،وتبني بدلا منها معتنقات جديدة ،هي في الحقيقة قديمة ،لكنها منسية عن عمد ،أو بالأحرى مخفية عن عمد ،فيبدأ الصراع النفسي الكبير ،وتشعر بأن عليك كشف ما وجدت للناس كافة ،عليك تصحيح القوالب السالفة التي كانت وعاء لفكر منحرف ،زيف وشوه الحقائق عبر قرون وقرون من الزمان.
مررت بالطريق الطويل ،حتى حصلت على غايتك ،لقد أخرجت كشفك للنور ،ولنقل أنك أعدته للنور مرة أخرى ،أكاد أشعر بما شعرت لحظة تناولت أول نسخة مطبوعة للكتاب ،جميل هو هذا الشعور ،يا للفرح ويا للفخر ،ويا له من قلق .
دعنا ننتقل للكتاب نفسه ،وبادئ ذي بدء ،سأخبرك بما لم يعد عليك سراً ،لقد كانت فرحتي بالكتاب إن لم تقارب فرحتك ،فهي أكبر ،المهم أنني حصلت على نسختي منه ،وبدأت أخوضه رويداً رويدا ،ومع تغلغلي أكثر وأكثر بين صفحاته ،بدأت أشعر بحجم الجهد الرهيب ،المبذول في البحث بين المراجع ،وبين كتب تفسير الكتب السماوية ،وبين الكتب السماوية نفسها ،لقد كانت المراجع والأسانيد التى استندت إليها تكاد تصل للكمال ،الكتب السماوية ،تفسيراتها ،الأحاديث الصحاح ،السير والترجمات ،كتب المصريات ،كتب التاريخ التليد ،مقالات المتخصصين ،كتب التأريخ العربي والإسلامي والغربي ،كبار علماء التاريخ والمصريات على مستوي العالم أجمع ،أكاد لا أفكر في موضع صالح للبحث ،إلا وقد وجدتك هناك.
الكتاب مقسم بصورة جيدة ،وممنهج بمنهج ذي خط واضح ،من يقرأه يستطيع من ترتيب الأحداث والتاريخ في ذهنه بصورة سريعة وبسيطة ،حتى ولو كان القارئ ممن لا يحبون الحديث التاريخي ،فمن المؤكد أنه سيجد من المعلومات والمفاجآت ما يجذب انتباهه لهذا السرد التاريخي.
اللغة المستخدمة سلسة وبسيطة ،بلا تقعير وتعقيد ،يمكن فهم المقصود من المرة الأولى بلا عناء ،وعند ذكر الأسماء أو الأماكن أو الصفات والمصطلحات ،فسيكون التوضيح حاضراً للسهولة ،كما أن حجم الهوامش التوضيحية الكبير ،لهو خير دليل على حجم الجهد المبذول للخروج في النهاية بعمل كهذا.
الصور التوضيحية ،والخرائط والمخططات ،في مجملها جيدة ومساعدة للقارئ ،على فهم أكثر عمقا للأحداث والوقائع ،ولربط الأمور الجارية بمواقعها ،كما أن القصص والحوادث تم نقلها من التوراة والقرآن الكريم بشكل ممتاز ،والمقارنات المعقودة بينهما ممتعة وشيقة ،لكن من وجهة نظري المتواضعة ،فإنه كان من الممكن اختصار حجم الكتاب بعض الشيء ،خاصة أن هناك تكرار لبعض الروايات أو الاسانيد في أكثر من موضع ،قلم يذُكِرَ أمر ما ،إلا وذُكِرت أسانيده وراوينه معه.
من أهم ما خرجت به من هذا العمل ،تسلسل الأصول والأجناس بعد طوفان سيدنا نوح عليه السلام ،وإثبات أصل العرب في الجنس السامي ،وقدم تواجد العرب في بقاع شبه الجزيرة والشام ،وثبوت أصل اللغة العربية ،والعربية المندثرة ،وهذا الاثبات يتماشى مع هوي نفسي ،في أن اللغة العربية هي أم كل اللغات ،حتى أنه من الممكن أنها هي نفسها اللغة التي تحدث بها سيدنا أدم عليه السلام ،كان الاستنتاج في ربط الكنعانيين بفروعهم التي منها الرعاة والذين خرج من بينهم بني اسرائيل أكثر من رائع ومحكم بشكل مميز.
برغم من اتحادي القديم مع النظرية التي يتبناها الكتاب ،بأن فرعون الخروج هو (فرعون) ،وأن هذه الكلمة هي اسم علم ،ملك هكسوسي حكم مصر ،إلا أنني استمتعت بسردك للقرائن والبراهين ،بل وانبهرت بحساباتك الرقمية لفترات بقاء أولاد سيدنا يعقوب في مصر ،وعددهم وقت الخروج ،وكان هذا الخط هو الجديد بالنسبة لي ،وأما عن كلمة (بر-عا) بمعني البيت الكبير ،فهي قد استخدمت عدة مرات في الرسائل لملك مصر من الحكام للأراضي المناوئة لمصر ،أو من الولاة في المملكة المصرية المتسعة ،وكان المرسل يسأل دائما في بداية الرسالة عن أحوال (بر-عا) ،كسؤال دبلوماسي تقليدي ،وتكون الترجمة بما معناه "وكيف هي الأمور في القصر؟ " ،تماماً كما لو أنك ترسل رسالة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وتقول له في بداية الرسالة "وكيف هي الأمور في البيت الأبيض ؟" ،فلم يكن البيت الأبيض لقباً لرئيس أمريكا في يوم من الأيام ،وكذلك لم يكن (بر-عا) لقبا لملك مصري في يوم من الأيام ،تلك الكلمة (بر-عا) والتي قال عنها اليهود في التاريخ المشوه أنها تعني فرعون!
من الأشياء التي استوقفتني ،لوحة المجاعة ،تلك اللوحة التي ترجع لزمن البطالمة ،أي قرابة الثلاثة قرون قبل الميلاد ،والتي تصف السبع سنوات العجاف وسبع سنوات رخاء عمت مصر في زمن الملك زوسر! أي بفارق زمني أكثر من 2500 عام كامل بين زمن زوسر الملك ،وزمن نقش لوحة المجاعة في عصر البطالمة ،عندما وصلت بالقراءة حتى تلك النقطة ،ومضت في رأسي ومضة أعرفها جيداً ،فقد تبلورت لدي نظرية –لا تعدو كونها نظرية- بأن بني اسرائيل لهم بصمة على هذه اللوحة ،ما أقصده أنه بعد مرور قرابة 1200 سنة تقريباً،منذ الخروج وحتى قيام دولة البطالمة في مصر ،فمن الجائز جداً ،أن يكون هناك بعض اليهود عادوا إلى مصر في ذاك الزمان ،وبطريقة أو بأخرى كانت لهم المرجعية بالطبع في رواية تاريخ المجاعة بهذا الشكل وهذا السياق ،وأجدني أميل لفكرة أنهم نسبوا زمن المجاعة لزمن الملك زوسر ،وبالتالي فهو الملك المعاصر للنبي يوسف عليه السلام ،ودخول سيدنا يعقوب والأسباط حدث في نفس الفترة ،وبالتالي فبنو اسرائيل طبقاً لهذه اللوحة كانوا من ضمن الموجودين في مصر وقت بناء الأهرامات ،فالملك زوسر صاحب أول بناء هرمي ،وهذا الإدعاء يصب في مصب أن بنو اسرائيل هم من بنوا عجيبة أهرامات الجيزة الثلاث ،وبهذا تصبح لوحة المجاعة سندا لهم ،وهي حسب نظريتي السابقة أول حالة تزييف لتاريخ المصريين القدماء ،حتى قبل يوسيفيوس اليهودي ،كما قلت ،ما سبق مجرد نظرية خطرت ببالي.
"إن هذا الكتاب يعد انقلابا مدويا على التاريخ التقليدي" كانت هذه أول جملة مكتوبة في الملخص على الغلاف الخلفي للكتاب ،وهذا صحيح ،بالفعل الكتاب يقلب المسلمات والأفكار القديمة رأساً على عقب ،ولكم مهلاً ،فإذا كان وضع التاريخ التقليدي الحالي هو في حقيقته وضع مقلوب وزائف ،وهذا الكتاب يقلب الوضع القائم للتاريخ رأساً علي عقب ،وبالتالي فقد قام الكتاب بقلب المقلوب رأساً علي عقب ،أي أنه أصبح الانقلاب هو في الحقيقة (إنعدال) ،فالكتاب يعدّل الوضع المقلوب.
هذا الكتاب ،وهذا الكاتب ،صرخة ف أُذُن الضمير ،ضمير الانسانية ،لن يمر الكتاب أبداً مرور الكرام ،وسيكون مرجعا مهما في وقت ما –لعله يكون قريباً- لكثير من الباحثين في التاريخ ،هذا الكتاب الموسوعة يستحق آيات التقدير والامتنان والشكر ،والجهد المبذول والواضح جداً في هذا العمل ،لهو جهد يجب أن يثمن ،كما أن لناشر المحترم ،الرجل الذي يشعر بمسئولية وأمانة الكلمة ،الرجل الذي يمكنك أن تجزم أنه صاحب رسالة في هذه الحياة ،فالشكر كل الشكر لمن ساهم في خروج هذا العمل الكبير ذوالمنفعة.
وختاماً ،فإن كتاب كهذا ،لهو من النوعية التي تكفي ليذكر صاحبه في كتب التاريخ ..التاريخ الحقيقي ..الغير محرف.
أسعدني الحظ هذا الأسبوع بالحصول على الإصدار الفريد من نوعه ( فرعون ذو الأوتاد ) للكاتب والمؤرخ الأستاذ " أحمد سعد الدين " .. وبداية أحب أن انوه إلي أنني سمعت الكثير عن الكتاب من قبل أن أسعد بالحصول عليه وإمساكه بيدي .. من قراء كثيرون ودارسي تاريخ معجبون أشد الإعجاب بما حواه الكتاب من جهد نادر ومن مادة علمية ضخمة ومثيرة غاية الإثارة علميا وتاريخيا ، ومن المؤلف نفسه الأستاذ " أحمد " الذي أسعدني قدري وشرفني زماني بمعرفته وصداقته اللتين أعتز بهما غاية الاعتزاز .. وهكذا سمعت وعرفت لكن وكما قيل قديما :
ليس من رأى كمن سمع !
فالسمع يفيد حينما تكون اللغة والتشبيهات والجمل التقريبية قادرة على إعطاء وصف أمين ومناسب لما يتم وصفه وشرح مكوناته .. وذلك ليس متحققا مع كتاب كفرعون ذو الأوتاد .. فالكلمات والأوصاف هنا ، مهما عظمت ، لا تعطي إلا فكرة منقوصة وغير أمينة بالمرة عن محتواه ومادته العلمية .. وأول ما وجدته غير ملائم هو وصف ذلك العمل بالكتاب .. وفي الحقيقة فهو ليس كتابا فحسب ، بل إنه سفر ضخم من أسفار المعرفة الإنسانية .. مدي واسع من الجهد الشاق المبذول من أجل إظهار الحقيقة للعالم وإجلاء الباطل والزيف عن وجه الحقيقة الناصع الجلي .. ونتائج مبهرة ، سواء أتفق القارئ معها أو أختلف ، فإنه لا ريب يشعر بعظم الجهد الذي بٌذل لاستخراجها وإظهارها للنور من تحت ركام كومة من القصص المزيفة والمرويات المشكوك في صحتها وحملات ترويج الأكاذيب وتلفيق تاريخ ما أنزل الله به من سلطان ّ!
وشخصيا أحسب ، بل أنا على يقين ، من أن هذا المرجع الضخم وهذا السفر الإنساني الهائل سيأخذ مكانته اللائقة به وينال موضعا مشرفا ، إن آجلا أو عاجلا ، وسط مراجع التاريخ الإنساني الكبري .. وذات يوم سوف يقرن اسم الكتاب ومؤلفه بأسماء ومؤلفات مثل ( قصة الحضارة ) لول ديورانت ، أو موسوعة مصر القديمة للأستاذ " سليم حسن " .. كتاب أنصح به بشدة للقارئ المتخصص وغير المتخصص .. وحتى من لا يمثل لهم التاريخ مجال اهتمام أنصحهم باقتنائه فسيجدون به ، بجانب الإفادة الوافية والمادة العلمية الغزيرة ، أسلوبا سلسا جذابا محببا إلي النفس ومشوقا أشد التشويق.
من الخطأ البين مساواة كتاب "فرعون ذو الأوتاد " للكاتب والصديق أحمد سعد الدين بكتاب الأستاذ عاطف عزت " فرعون موسى من قوم موسى " ، وإذا كان الكاتبان قد وصلا إلى نتيجة واحدة بشأن حقيقة فرعون إلا أنه شتان ما بين الكتابين ، فإن كتاب الأستاذ أحمد سعد الدين يقوم على منهجية أكاديمية في البحث والتحري ونظرة سليمة في النظر إلى نصوص القرآن الكريم ونظرة نقدية واعية في التعامل مع نصوص العهد القديم ؛ بينما يقوم كتاب الأستاذ عاطف عزت على عدم تقدير المفسرين وتسفيه أراءهم والتعالى عليها ولوي أعناق النصوص القرآنية ، وتفوح من سطور كتابه قومية بغيضة أفقدت كتابه النزاهة والتجرد للحقيقة وحدها .
كنت سبق وأعلنت رأيي عندما نقدت كتاب الأستاذ عاطف عزت بشأن فرعون ، وقلت أن الله عز وجل قد أبهمه في القرآن الكريم الذي يعتبر المصدر الوحيد الذي لا يتطرق إليه الشك ، ثم يأتي العهد القديم بوصفه مصدر أخر من المصادر التي ذكرت قصة فرعون ، ولكن حتى هذا العهد القديم مشكوك في نزاهته بشهادة المؤرخين الغربيين أنفسهم ، ولم يبق إلا العامل الأركيولوجي كمصدر ثالث لهذه القصة ، وهو العامل الذي لم يقدم بشكل واضح وصريح حقيقة فرعون أو حقيقة أحداث الخروج ، والمؤلف نفسه يؤكد هذه الحقيقة عندما يقول : ( وأنا أزعم مرة أخرى أنه يستحيل العثور على أثار فرعون وقومه ) [ ص/518] ولذلك عندما يقول الأستاذ أحمد سعد الدين في بداية كتابه عن أهمية معرفة هوية فرعون : ( وهي أن انكشاف الحقيقة في ذلك الأمر يؤدي بالتبعية إلى تغيير حقائق تاريخية وعقائدية كثيرة تتعلق بتلك القضية ) [ ص/26] لا أوافقه على هذا التعميم ..فحقائق تاريخية ربما ولكن مسألة انكشاف حقائق عقائدية هذه باب مغلق ، فكل ما يترتب عقائدياً على معرفة قصة موسى عليه السلام مع فرعون قد أوضحه القرآن بما لا يدع مجالاً للريبة ، ولو كان أهمية معرفة شخص فرعون سيترتب عليها حقائق عقائدية ما أبهم شخصيته القرآن وما سكتت السنة عن إيضاح ذلك .
كتاب فرعون ذو الأوتاد يتخذ من البحث عن حقيقة فرعون وشخصه طريقاً لكشف ( تهويد) التاريخ ودحض أكذوبة ( الأرض الموعودة ) ، ولذلك استحسنت جداً قول المؤلف في المقدمة أن البحث وراء هذا الأمر عند بعض الكتاب غلب عليه العصبية والقومية ، ثم يقرر أن ذلك لم يكن دافعه في وقت من الأوقات بقدر كون توجهه كشف الكذب والبهتان الذي طال تلك القضية ، وهذا عظيم جداً وهو اختلاف منهجي كبير عن الأستاذ عاطف عزت ، ولكن إلى أي مدى إلتزم الأستاذ أحمد بما قرره في المقدمة ؟ هل استطاع الحفاظ على تماسك ذلك المنهج ؟ أعتقد أنه نجح في ذلك، ولكن بعد سطور قليلة من المقدمة وفي الفصل الأول سنجد مدار فكرته الأساسية التركيز على [عروبة فلسطين] ، من خلال تأكيده على تعمد التوارة التزوير في نسب الكنعانيين وهم أجداد الفلسطينيين ، أو تهميش الكنعانيين بشكل عام في التاريخ ، أو من خلال العهد القديم ، ثم يشرع المؤلف في عرض موجز لتاريخ فلسطين وسوريا عبر العصور القديمة لإثبات عروبة فلسطين .
وأنا لا أخالف الكاتب في مسألة التحقيق التاريخي لعروبة فلسطين بل أنا شخصياً استفدت من ذلك المبحث ، ولكني أخالفه في جعل قضية عروبة فلسطين هي استحقاق للأرض في مقابل الدعاوي اليهودية ، قد تكون مسألة ( العروبة ) هى استحقاق عند الأمم المتحدة التي تكيل بمكيالين ، لكنها في ميزان الدين والشرع ليست كذلك ، فالحل يكمن في إثبات إسلامية فلسطين لا عروبتها ، وإلا فإن الله عز وجل قد جعلها حقاً لهم في فترة من الفترات لا ينكر ذلك أبداً أحد من المسلمين ، ألم يقل موسى عليه السلام لقومه : (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) [ المائدة /21] ، ولكنهم رفضوا ، فمسألة أحقية الأرض هي أحقية إيمانية ، أنظر أيضاً إلى تلك الأية الواضحة الصريحة التي تبين أن الله عز وجل أورث بني إسرائيل مشارق الأرض ومغاربها ، يقول الله تعالى : (فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ( 136 ) وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ) [الأعراف 136-137] ، ولقد فسر قتادة تلك الأرض بأنها أرض الشام .
فأحقية الأرض أحقية إيمانية ، والأستاذ أحمد لا يجهل ذلك ، بل كتب بشكل صريح وواضح ، ( ومن هنا نفهم أن الوعد الإلهي بوراثة الأرض مشروط بالإيمان والصلاح والسير على منهج الله عز وجل ) [ ص/922] ، فأنا أعتقد اعتقاداً جازماً أن المؤلف لم يقصد فكرة شعوبية من وراء اثبات عروبة فلسطين ، ولكن يجب أن أشرح وأوضح تلك النقطة حتى لا يظن من يقرأ الكتاب أن هدف الكاتب هو اظهار الكنعانيين وهم السكان الأوائل لفلسطين بمظهر المغلوبين المقهوريين من اليهود من أجل جلب التعاطف من منطلق قومي، فهذه محاولة مرفوضة بل والكاتب يرفضها أيضاً بما أوضحه في مبحث ( السنن الإلهية بوراثة الأرض ) في أخر الكتاب ، فالكنعانيون كانوا كفرة فساق جبارين نزع الله -عز وجل- منهم الأرض وأورثها لعباده المؤمنين بنى إسرائيل في تلك الفترة ، وإلا كيف ننظر وفق النظرة العروبية لإحتلال يوشع بن نون عليه السلام لأرض فلسطين ؟ وكيف نفسر احتلال داود وسليمان عليهم السلام لأرض فلسطين ؟ إن استدعينا النظرة العروبية لابد ولا محالة أن تدين هؤلاء الكرام بنظرة إمبريالية !! وحاشاهم ، إننا في الواقع نبحث عن منهج مستقيم لا منهج منحرف ، إننا لا ندين اليهود الحاليين بالنظرة العروبية لفلسطين إلا بقدر ما ندين أنفسنا ، ونفتح الباب للمطالبة بقبطية مصر و أمازيغية المغرب العربي بل وندين الفتوحات الإسلامية ككل ، فلماذا نتحسر بعد ذلك على الأندلس ؟! وهل كانت الأندلس عربية ! ولماذا ذهب المسلمون إلى كل الدنيا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً !! إننا إن ترمي اليهود بسهم فإننا بذلك تفتح علينا كل الأقواس لترشق في صدورنا ، وذلك لأننا ميَّعنا المنهج ولم نعرف مراد الله تعالى من الفتوح ! بل ولم نعرف معيار وراثة الأرض ، ولذلك من توفيق الله تعالى للمؤلف أن ختم كتابه بكلام مهم جداً عن معيار وراثة الأرض وشروطها.
أنا أتفق تماماً مع الكتاب في كون تاريخ العرب القديم كان دائماً محاطاً بالتعتيم الشديد من قِبَل مؤلفي العهد القديم ، هذا التعتيم لم يكن موجهاً ضد "القومية العربية" بشكل مباشر ، لأنه لم يكن ثمة قومية عربية ، بالتأكيد ليس بالشكل السياسي ، ولكن حتى على المستوى الفكري لم تكن فكرة أحقية الأرض وارتباطها بالعرق فكرة رائجة عند الكنعانيين على الأقل ، وفكرة ارتباط الأرض بالعرق لم تتبلور في العصور القديمة إلا على يد بني إسرائيل عندما تمسكوا بنص التوراة على العهد الذي أعطاه الرب عز وجل لإبراهيم عليه السلام بوراثة نسله للأرض ، فأنا هنا أتفق مع الأستاذ أحمد في النتيجة أن بني إسرائيل قد زيفوا تاريخ العرب ، ولكن أختلف معه في تحليل المعلومة ، فهذا التزييف لم يكن دافعه خشية بني إسرائيل من مطالبة الكنعانيين بحقهم في الأرض باعتبارهم السكان الأصليين ، فهذا العصر لم يكن قد تبلورت فيه هذه الفكرة بعد وهي على كل حال فكرة حداثية ، بل يمكن ملاحظة أن مؤلفي العهد القديم قد كتبوا أسفاراً كثيرة في أثناء فترة السبي البابلي حيث العصر الذي كان فيه احتلال الأرض فكرة إمبريالية وليست عرقية ، ومن هنا نرى أن فكرة إقصاء العرب في الكتابة التوراتية لم يكن بسبب القومية العربية ، ولكن لهذا أسباب منها : عدم إشراك العرب في العهد المقطوع مع الرب ، فإذا كان العهد يعطي أبناء إبراهيم الخليل عليه السلام حق الأرض ، فإن العرب من ذرية إسماعيل داخلون في هذا الأمر ، ولذا تعمد مؤلفي العهد القديم التعتيم على سيرة إسماعيل عليه السلام ، بل لا توجد إشارة ألبته إلى رحلة إبراهيم إلى مكة ورفعه لقواعد البيت ، فإقصاء الكنعانيين جاء تبعاً لإقصاء العرب بشكل عام ، ومن تلك الأسباب أيضاً جعل التوحيد خاصاً بالعبريين دون غيرهم ، ولذلك فإن صورة الإله في العهد القديم صورة إله قبلي خاص ببني إسرائيل حامياً لعشيرتهم وبالتالي كانت فكرة العهد هي ثمرة هذا الإتجاه القومي في ربط الإله بالجماعة .
التهويد الذي تكلم عنه الأستاذ أحمد في كتابه هو حقيقي وواقعي ، أتفق معه في ذلك ، ولكني لا أرى سبباً وجيهاً للزعم بأن إلصاق تهمة فرعون بالمصريين القدماء أحد محاور هذا التهويد ، إذ العهد المقطوع بوراثة الأرض من الرب لنسل إبراهيم لن يتغير بتغير شخصة فرعون سواء كان من الهكسوس أو من المصريين القدماء ، لكن هذا التهويد قد يتخذ أهدافاً أخرى بعيدة عن فرعون ، كما فعل ( إيمانويل فليكوفسكي) الذي عمل على إعادة ترتيب قوائم التاريخ المصري مختلقاً تاريخاً موغلاً في القدم والعراقة لبني إسرائيل ، فقد جعل خروج بني إسرائيل من مصر متزامناً مع الغزو الهسكوسي لمصر ، وجعل نهاية الهكسوس على يد شاؤول ( وليس أحمس الأول) وبذلك تحررت مصر على يد أحد أحفاد اليهود ، فهو هنا يقوم بتهويد بعيد تماماً عن تحديد شخصية فرعون ، فالتخبط الذي وقع فيه كتاب العهد القديم في تحديد شخصية فرعون ناتج عن جهلهم وهواهم ، وإلا لماذا لم يذكر مؤلفي العهد القديم ( رمسيس الثاني ) بالإسم !! لم ينص عليه العهد القديم ، وإن كان ذكر مدينتي بيثوم وبرعمسيس ، وربما لم يعنى كُتَّاب العهد القديم من ذكر برعمسيس الإشارة إلى رمسيس ولكنها قد تكون طريقة كتابة مؤلفي العهد القديم في وضع إسم المدينة الجديدة بدلاً من إسمها القديم ، والأستاذ أحمد لا يجهل هذه الطريقة بل هو كتب عنها في الكتاب [ ص/601] .
فالشاهد أن التهويد للتاريخ المصري قد يتخذ أسباباً أخرى بعيدة عن تهويد أرض فلسطين ، مثل التفخيم من تاريخ بني إسرائيل كما فعل ( إيمانويل فليكوفسكي) ، فالعهد من الرب لبني إسرائيل وفق الرؤية التوراتية واقع لا محالة سواء كان فرعون هو رمسيس الثاني أو أحد ملوك الهكسوس ، فقول المؤلف في سبب إلصاق اليهود تهمة فرعون بالمصريين : ( وكل هذا من أجل أن يخفى اليهود هوية الشعب الأصيل الذي كان يعيش في فلسطين أرض كنعان القديمة ) [ص/451] ، هذا القول فيه مبالغة شديدة ، فمسألة زعم العهد القديم أن فرعون من المصريين حتى يتم اخفاء هوية العماليق كلام غير منطقي أصلاً ، لأنه حتى إلى عهد كتابة العهد القديم لم يكن يشكل العماليق أو أهل فلسطين أي قوة أو خطر ، وهم قد انقضى خطرهم إلى الأبد بعد تدمير قوتهم على يد داود عليه السلام ، فهم لم يكونوا يشكلون في واقع الأمر خطورة على الهوية اليهودية ، بل إن هذه الخطورة كانت في واقع الأمر تأتي بعيداً عن الكنعانيين بفعل الإمبراطوريات الإستعمارية الموجودة خارج حدود فلسطين ، كما أنه من غير المنطقي أن يخفى اليهود حقيقة الرجل الذي أذلهم واضطهدهم من أجل إلصاقها بأخر لتحقيق وعد وفق رؤيتهم متحقق لا محالة ولا علاقة له بشخصية فرعون ، فلو فرضنا أن العهد القديم أخطأ في تحديد شخص فرعون ، وهو فرض راجح ، فإن ذلك راجع للنقص المعرفي لدى كتاب العهد القديم ، هذا النقص المعرفي الذي أوقعهم في تضارب واختلاق مع وجود الهوى طبعاً الذي تحكم في غالب أسفار العهد القديم .
هناك نوع من التضارب والتناقض وقع فيه المؤلف في مسألة قدوم إبراهيم عليه السلام إلى مصر ، ففي إحدى مواضع الكتاب وتحديداً [ ص 65-69] يميل إلى الرأي القائل بأنه لم يزر مصر على الإطلاق ، ثم نجده في [ ص 192] يميل إلى أنه قد زار مصر في عهد الهكسوس ، ثم يتبين للمؤلف أن الحسابات الرقمية لأعمار إبراهيم ويعقوب ويوسف عليهم السلام وفق الرؤية التوراتية تنفى أن يكون ذلك قد وقع في عهد الهكسوس إذ أن ذلك يستلزم أن الهكسوس احتلوا مصر لمدة ثلاثة قرون وهو أمر غير واقع ، لذلك حرج المؤلف من هذا الإشكال في [ ص 194] بافتراض وجود حاكم من العماليق الهكسوس في سينا قبل التاريخ المعروف لإحتلالهم مصر ..وهذا تناقض لما سبق وقرره ..وهذا على كل حال أفة الكتابة عن تاريخ مجهول شحيح المصادر ، لن تصل فيه إلى يقين أبداً ، ولذلك كثرت العبارات في الكتاب من نوعية [ وربما كان ذلك ] و [ بفرض صحة ] ، حتى في الفصل الثالث من الكتاب الذي بعنوان ( يوسف في مملكة الهكسوس ) ليس في الفصل البرهان القاطع أن يوسف عليه السلام كان في عصر الهكسوس ، نعم جاء المؤلف بأدلة ، وللحق هي أدلة قوية ككون الهكسوس يجهلون علم تأويل الأحلام أو لقب العزيز أو ملة الهكسوس في الكفر باليوم الأخر وغيرها ، نعم هي أدلة تدل على وجهة نظر محترمة إلا أنه يمكن أن يُرد على بعضها ، فإذا كانت الحاشية حول الملك خيان – على افتراض أنه هو- تجهل تأويل الأحلام لا يلزم أن ذلك كان عاماً في المجتمع بدليل أن الحاشية حول فرعون قد أولت له رؤياه عن الطفل موسى -عليه السلام -والنار التي أحرقت قصور قومه ، وهذان الحاكمان وفقاً لنظرية الكتاب ينتميان إلى بيئة ثقافية ومعرفية واحدة ، وكذلك كفر الهكسوس بالأخرة في مقابل إيمان المصريين بالأخرة ، يقال أن الكفر بالأخرة هنا هي الأخرة بكل تصوراتها الشرعية أو الأخرة بمفهوم الأنبياء لا الأخرة بمفهوم الكهان ، تماماً كما تعبد كثير من الملل أشكال متنوعة من الألهة وكلهم يزعمون أنهم يعبدون الله عز وجل، وكلهم من منظورالقرآن كافرين ، فقضية الإيمان أكبر من إثبات أن هناك إله ، بل من هو هذا الإله .
يمكن القول أن أدلة أستاذ أحمد قوية ومعتبرة لكن هي أدلة في مرتبة الظن ، بل ويمكن قبولها فالأمر في ذلك يسع الجميع لاسيما وأن الأستاذ أحمد لم يتكلف في تأويل الأويات أو ينتهج منهجاً شاذاً ، وليس كلامي في هذا الصدد من باب تصيد الأخطاء ، بل لبيان أن المسألة واسعة وكبيرة ، وأن مسألة تجهيل عصر فرعون أو عصر يوسف عليه السلام لأن العلم بهما لن يضيف إلى البناء العقائدي للمسلم شىء ، ولكن من باب البحث التاريخي فلا بأس طالما لم نتجاوز في حق الأيات ولم نخلط في فهم طبيعة الصراع بين موسى عليه السلام وفرعون كما خلط عاطف عزت .
من بعض الظواهر السلبية في الكتاب اعتماد المؤلف في أجزاء كثيرة منه على فكرة تجميع المعلومات من مصادر متنوعة دون تمحيص ونقد للمعلومة ، هذا الأثر السلبي بدا واضحاً في تكرار للمسألة الواحدة في أكثر من موضع من الكتاب بشكل فيه إسهاب مما يصيب القاريء بالملل أحياناً لاسيما في الأجزاء الأولى من الكتاب ، ولاحظ التكرار في شرح أصل العبيرو أو في التأكيد على أن الكنعانيين هم أول من سكن فلسطن ، كما أثقل الكتاب على القاريء بالنقل من مصادر لا يمثل أصحابها ثقل أو حجة حقيقية كنديم السيار وعاطف عزت وسيد القمني - للإمانة الكاتب رد على سيد القمني ص 766 - بل هناك فقرات تنقل كاملة من كتب مع الإشارة إلى مصدرها طبعاً مثل فقرة " القبط المصريون لا يعرفون إسم فرعون" [ ص 428] فهي منقولة من كتاب عاطف عزت ، وهي حجة ضعيفة سبق وأن نقدتها في ردي على عاطف عزت ، مع تسليمي بأن الكلام على الناحية اللغوية لأصل كلمة ( فرعون ) كلام قوي .
في النهاية أوضح أن كتاب فرعون ذو الأوتاد دراسة متينة وجادة ، وتُعَدُّ من وجهة نظري أفضل دراسة كتبت في هذا المجال من ناحية قوة التحقيق التاريخي ، وهي دراسة لا تقرأ مرة واحدة بل تقرأ مرات ومرات ، وأنا إذ أضع بعض الملاحظات على هذه الدراسة القيمة فهى ملاحظات شكلية لا تؤثر في روعة وجمال هذه الدراسة التي أقول وبحق أنها أقرب إلى رسالة الدكتوراة أو الماجستير ، كما فتحت لنا هذه الدراسة القيمة الباب إلى إعادة قراءة تاريخ الشرق الأدنى القديم .
بقى أن أقول في ختام هذا الريفيو البسيط عن هذا الكتاب العظيم ، أننى أقترح على الأستاذ أحمد- إن جاز لى الاقتراح- أن يضيف في كتابه فصلاً يتكلم عن الإرتباط العقائدي بين البروتستينية المسيحية واليهودية في مسألة تحقيق وعد العهد القديم بوراثة الأرض ، لاسيما وأن هذا الإرتباط هو الذي يوضح بجلاء أسباب دعم البروتستينية المسيحية سواء في أمريكا وبريطانيا لإسرائيل ، واعتقادهم أن تحقيق وعد الرب بإقامة وطن قومي لليهود علامة على عودة المسيح ، فهذا الفصل من الأهمية بمكان ولو أُضيف إلى الكتاب لأصبح مرجع شامل في تلك القضية .
تحية وتقدير إلى صديقي الأستاذ أحمد سعد الدين ، سلمت يمينك التي خطت هذا الكتاب ، ودمت مبدعاً .
ما هو رد فعلك؟






