قصتي مع مملكة البلاغة - بقلم الاستاذ هيثم علي

أما بعد، في إحدى بقاع الأرض تحديدا بمدينة الإسكندرية تعرضت ولله الحمد لحادث أدى لإجراء عدة عمليات جراحية والمكوث في المنزل لفترة تجاوزت الأربعة أشهر وأنا رجل في منتصف الأربعينات لم يفضل القراءة لسنين وأشغل أوقاتي الشخصية بهوايات أخرى دونها
وكنت في السابق قد اشتريت سلسلة روايات مملكة البلاغة أملا مني أن أقرأها في يومٍ ما..

وبعد مرور شهر من الإصابة وبداية استقرار الأحوال الصحية فكرت أنا أبدأ بقراءة بعض الروايات التي قد سكنت المكتبة منذ أمد بعيد وكنت قد أغفلت وجودها بالمرة.

أصدقك القول بأنني قد بدأت بقراءة رواية أخرى وكانت بمثابة بوابة الدخول الإجبارية لعالم القراءة، إلى أن وقعت في شرك سلسلة مملكة البلاغة...

لم أكن أتخيل أبدا تعلقي بأحداث روايات خيالية للدرجة التي تسببت فيها هذه التحفة الفنية النادرة.

معذرة لتجاوزي الوقت المسموح لكنني قد وددت أن أشكرك بشدة على كل تفاصيل هذا العمل الراقي وما يبثه من قيم وأخلاق بوضوح أو بين السطور، وإصرارك الشديد على التعبير عن أسمى المشاعر في أُطُر الشرع والسمات الحميدة، فضلا عن خيال الروايات وحالة الشغف والفضول التي لا تنتهي إلا بتفسير المواقف وانحلال عُقَد الروايات عقدة تلو الأخرى.

ما أسعد الوقت الذي قضيته بين جنبات السلسلة العبقرية تلك وما أحزنني وقت انقضاء الأحداث وما أشغفني في انتظار الأجزاء التالية.

ولأنني مهتم بالصيد ودراسة أحوال البحر بحكم المدينة الساحلية التي أقطنها وتخرجي من قسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة الإسكندرية ، وأود إعلامك أيضا أن أقرب الكائنات البحرية لقلبي هو حوت الأوركا حتى إن فريق الصيد الذي أمثل عضويته يدعى فريق أوركا، فإن رواية أمانوس لم أقرأها فقط بل عشت أحداثها حرفاً حرفاً وسبحت مع حيتان الأوركا بين سطور الرواية حتى ظننت أنني حوت مثلهم أنعم بحياتهم القوية.

تعجز الكلمات عن وصف امتناني عمّا أحدثته الروايات من أثر إيجابي في نفسي في وقت احتجت فيه لهذا الأمر بشدة، ووددت مرارا أن أتوجه بجزيل الشكر لشخصكم على هذا المعروف وهذا الوقت الممتع، و أسأل الله عز وجل أن يبارك في موهبتك الفذة ويزيدك من فضله وأن يثبتك على هذا النسق الذي اخترتيه لرواياتك وينعم عليكِ بمزيد من الابداع.

وفي انتظار أجزاء و أجزاء من مملكة البلاغة أو أي ممالك أخرى تقومين بسرد رواياتها.
شكرا جزيلا