كتاب أيعيد التاريخ نفسه ؟ - محمد العبدة
دراسة لأحوال العالم الإسلامي قبل صلاح الدين مقارنة مع تاريخنا المعاصر

وعندما يكون النموذج واضحاً، ويعلم المسلم سنن الله في التغيير، فهذا يغنيه عن
كثرة التجارب التي قد لا يفي بها عمره القصير.
إن الفترة التي سنكتب عنها - إن شاء الله - هي صورة عن القرن الرابع الهجري
وما تلاه حتى مجيء صلاح الدين الأيوبي : كيف حدث التغيير؟ ومن أين بدأ؟
فمثل نور الدين وصلاح الدين لا يأتيان فجأة دون تمهيدات وإرهاصات، وما كان
واقعاً في ذلك العصر وما تم بعده من تغيير يشبه من بعض الوجوه ما نحن فيه الآن،
وسنرى كيف بدأت الإفاقة، وكيف حبت قليلاً ثم ظهرت بشكل أقوى، ومن
الطبيعي أن تستغرق وقتاً أطول مما يتصور؛ لأن النظم السياسية والاقتصادية التي
استقرت من قبل كانت من الرسوخ لدرجة تحتاج فيها إلى جرعات قوية لإزاحتها،
ومع ذلك فلم تزحزح تماماً، واستمرت بعد هذين الملكين العادلين، ولكن محاولات
الإصلاح والتجديد لم تنقطع سواء كان ذلك عن طريق العلماء أو الأمراء، وقد
بدأت بوادر يقظة في العصر الحديث ولكنها بطيئة تحمل اثقال وأعباء القرون
السابقة، ولعلها توفق بإذن الله إلى التغيير المنشود والإصلاح المرجو وما ذلك على
الله بعزيز، والله ولي التوفيق .
ما هو رد فعلك؟






