رواية في قلبي انثى عبرية - د. خولة حمدي

فبراير 28, 2023 - 02:12
يونيو 12, 2023 - 13:57
 0  5
رواية في قلبي انثى عبرية - د. خولة حمدي
رواية في قلبي انثى عبرية - د. خولة حمدي
في قلبي أنثى عِبريّة / د. خولة حمدي 
في جزيرة جِربة التُونّسية نشأت طِفلة مُسلمة يتّيمة تُدعى ريما وتوّلت رِعايتها أُسرة يهُوديّة، ومن جنُوب لِبنان عاشت شابة يهُودية تُدعى ندى نشأت في عائلة من ديانات مُختلفة أبوها مُسلم وأمها يهُودية وزوج أمها مَسيحي ثمّ أحبّت شاب مُسلم ..
الرِواية واقعية فقد تعّرفت الكَاتبة على ندى بطلة الرواية ثمّ أضافت عليها مَسحة خيالية إحتراماُ لخُصوصيتّهم ..
الرواية تُناقش الديانّات السماوية ومدى الإختلاف بينها سطحيًا في إطار مُحترم لقداسة الأديان، تصور الحرب المُستمرة على جنوب لبنان ،وتشرح كَيف أنّه منَ الصعب مُمارسة الطُقوس الدينّية في الخَفاء، وأثار الخوف منّ نظرة المُجتمع، وتبيّن جمال الأخوة الدينّية!
في المجمل رواية مليئة بالمشاعر اللطيفة ستجتمع بداخلك وتعيش مع الأحداث.
 

 تتحدثت الكاتبة عن قصة الرواية فتقول:



تعرّفت إلى ندى بطلة الرّواية  على صفحات منتدى إلكتروني.

كانت تروي قصّتها الّتي أبكتني.غادرت المنتدى لكن القصّة لم تغادرني.

وبعد فترة، كانت فكرة الرّواية قد نمت في ذهني.وجدتني أتّصل بها وأسألها مزيدًا من التّفاصيل.

عبر الرّسائل الالكترونيّة والهاتف تحدّثنا طويلًا.

تعرّفت من خلالها على المجتمع اليهوديّ المغلق أو ما يسمّون ب"اليهود العرب".

لكنّني عرفت أشياء لم تخطر ببالي، عن المقاومة في جنوب لبنان، عن الحبّ والحرب، وخاصّة عن الايمان.

هذه الرّواية مستوحاة من قصّة حقيقيّة. خطوطها العريضةتنتمي إلى الواقع، وشخصيّاتها الرئيسيّة كانت و مازالت أنفاسها تتردّد على الأرض. لكنّها لا تخلو من مسحة خيال مقصودة.

إمّا احترامًا لأسرار وخصوصيّات شخصيّة لا يجوز كشفها، أو سدًّا لثغرات موجودة في القصّة الحقيقيّة، سكتت عنها صاحبتها،أو تحديدًا لتفاصيل وحيثيات الأحداث.


أملي أن تلمس هذه القصّة شغاف قلب كلّ قارئ وتترك في نفسه أثرًا مثل الّذي تركته في نفسي.

 

اسم العمل: في قلبي أنثى عِبْريَّة

عدد الصفحات : ٣٨٦
صدرت عن : دار كيان للنشر والتوزيع
اسم الكاتبة : خولة حمدي
مراجعة: السيد الشايب
 
تحدثت الكاتبة في البداية من خلال نبذة تاريخية كلفتة توعية: أن معظم يهود تونس قَدِموا من إسبانيا في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد، ثم تكمل... لكن كتب التاريخ تحكي أن يهود -جربة- الجزيرة التونسية قَدِموا من المشرق بعد حرق معبدهم من -نبوخذ نصر- ملك بابل وقائد جيوشها قبل ٢٥٠٠ سنة، غزا القدس وأخرج اليهود منها، سبى نساءهم وأولادهم ونهب ثرواتهم وأموالهم وأنهى مملكة اليهود... فتوافد بعضهم على -جربة-
 
والحقيقة هي أصابت قبل إخطاءها، اليهود أخرجهم البيزنطيين من إسبانيا قبل ٢٦٠٠ سنة وهم حرفوا التاريخ لخدمة أهواءهم حتى يثبتوا ملكهم للقدس واتجهوا لاتهام البابليين لأنهم كان فيهم مسلمين وبعد ذلك طغت الشيعة فيهم، ولأن اليهود عندما دخلوا العراق لاستوطأنها وقف البابليين في وجههم، لأسباب كثيرة خدمتهم كذبة تحريف بابل وإخراجهم من القدس المغتصبة، أما عن بقاءهم في تونس فذلك لإثبات قدمٍ لهم في كل بقعة، لا أعلم أكان ذلك خطأ من الكاتبة أما لا ولكن يجب تحري الدقة في معلومات كهذه..
 
في بداية الرواية يكون مشهد الافتتاح لرب الأسرة اليهودي وهو يقف أمام البنية التي تأخذ فيها الفتة المسلمة حصة الدين الأسبوعية والتي اعتاد بدوره أن يذهب معها في كل مرة وأن ينتظرها ليعودوا سويًا، هذا كله يعود إلى: تلك الفتاة من أسرة تقتن في منزل مجاور لجاكوب رب الأسرة اليهودي، عندما توفى رب الأسرة المسلم وترك زوجته وابنته وحيدين لم يجدوا ملاذ إلا اللجوء إلى الأسرة اليهودية لتعمل والدة الفتاة المسلمة مُربية في المنزل، وتتوفى هي الأخرى بعد ذلك لتبقى الفتاة مع الأسرة اليهودية الذين عاملوها من اليوم الأول وكأنها منهم دون النظر لدينها! والتزم جاكوب برعاية الفتاة دون أن يحدثها عن دينها ولا أن يستخدم المعاملة العنصرية الذي هي من شيم ديانتهم، من أين يأتي المنطق والعقل بكل هذه الحنية والألفة بين اليهود والمسلمين، وهذا لا يختلف من بلد لآخر فهذا دين وليس عادة، شيء إن حدثت بهِ يهودي سيسخط عليك لأن فيه إهانة له ولدينه، وهذا متعارف لديهم وعنهم وهم يفتخرون بكونهم هكذا..
 
مشهد آخر تكون بطلتنا -ندى- في نقاش بينها وبين شقيقتها بسبب سوء الأحوال في لبنان وحركات الانفجارات المتتالية، لتقول ندى في نفسها وهي الفتاة اليهودية: "وأيقنت أيضًا أنها وإن كانت يهودية، فإنها لن تنتمي يومًا إلى الفكر الصهيوني! فاحتلال أرض -الغير- وقتل العزل هو دون شك عمل إرهابي"، وهل يفعل اليهود غير ذلك؟ وهل لهم أرض غير الذي قتلوا أهلها وهم عُزَّل؟ وهل يوجد هناك فكر صهيوني أكثر من فكر اليهود المغتصبين القتلة؟ هذه تنويهات "حنينة" للغاية ينشأ عليها شباب صغير غير واعي لخطورة ذلك اليهودي عليه وعلى العالم من حوله ليقول كما ندى في قرار نفسه: "هذا اليهودي كيوت، ما المانع أن أشاركه حياتي وأرضي" وماذا سيحتاج بنو صهيون غير كلمات كهذه في كتاب بين متناول الصغار قبل الكبار..
 
في المشهد التالي تظهر النَفس اليهودية الحقيقية حين أصيب الشاب وأدخلته إلى المستودع وجاءت بالراهب ليضمد الجرح، وهو يلومها ويعنفها على فعلها، وهذا فعل واحد وليس فتاة تحيا حياة المسلمين في منزل كله يهود!! هي تلك النفس التي نزل فيها القول الكريم: "تَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ"
وفي المشهد الآخر حين قالت الفتاة اليهودية للشاب المصاب أن مساعدة الآخرين شيء إنساني بعيد عن الديانات مهما زادت الملابسات، جعلت تلك الكلمات الشاب يضع الكثير من -المسلمات- موضع الشك!! لا أعلم أي شك هذا ولكن أيضًا ليس للكلمات علاقة بالشك في فتيات مسلمات، هذا شيء يدعو للتفكر فيه قبل أن نقول هذا، يجب أن تكون الصورة واضحة في الشك.. أن يدخل الشاب منزل اليهود لمعالجة نفسه وهذه حالة طارئة هذا وارد وحدث وهو لا يعلم إلا بعد دخوله على الرغم من أنه عائد من عملية في عقر دار اليهود يجب أن يكون على دراية بأمر كهذا، لكن نقول هذا طبيعي ووارد أما أن تتحول مشاعره نحو الفتاة لمحبة وهي أيضًا تتبادل ذات المشاعر هذا لا يُعقل، هذا شاب جهادي لا هوائي، هذا شخص يقاتل أبناء طائفتها الذين اغتصبوا بلدهم يشك في أبناء دينه لأجل أنها ساعدته!! ثم بشأن أن الله أمر اليهود بتعمير الأرض لم أسمع به!! الله كتب عليهم أن يتيهون في الأرض لا وطن لهم كعقاب، هل تغير العقاب ولم نعلم؟ ما مصدر هذه المعلومة؟! وإن كانت قول على لسان بطل هذا أمر غير طيب..
 
يتجدد تحفظي ودهشتي مع كل مشهد للشاب أحمد والفتاة اليهودية، حيرة كبيرة كيف لأسرة متشددة دينيًا مثل أسرة أحمد وشاب جهادي وأخته المسلمة أن يخرج منهم كل تلك هذه الأحداث، يدعو أخته للذهاب إلى بيت يهودي حتى يستطيع توطيد العلاقة بينهم أين ذهب من قوله تعالى: "وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ"، وعلى الضفة الأخرى كيف لأسرة يهودية متعصبة تجاه المسلمين هكذا أن يتركوا أنفسهم وأهواءهم للتطرق إلى الإسلام، تلك فتاة درست اليهودية كما قلتِ دراسة جادة مأخوذة أشدُ حرصًا فيها عن أمها وتهوى شابًا مسلمًا، الأمر غريب بعيد كل البعد عن المنطق ولو كان حقيقًا في فترة كالفترة التي تقع فيها الأحداث..
يتطور الأمر ويخرج الفتاتان للتنزه سويًا وقضاء يوم لطيف يقرب الأمور بينهم من أجل الأخ الذي ينتظر ذلك الأمر..
 
أظنُ أنه يجب عليّ الإشادة الآن أن الكاتبة لديها لغة رصينة عظيمة، قيمة للغاية وفي ذات الآن دراجة لا تعيق القارئ تجيد توظيف كلماتها، ثم الإشادة مجدّدًا بالوصف الرائع للمشاعر والأماكن والأشياء وصف في منتهى الدقة ومتقن بعناية، فنقدي وتحفظي على ما سبق لا ينفي إعجابي الشديد بتلك الأشياء، وإعجابي الشديد لا ينفي تحفظي لما هو قادم وما سبق وعِلاوة على بعض الإسهاب، أيضًا أجادت رسم الشخصيات جيدًا وهذا ما ساعدني على نقد أفعالهم التي تنافي قويمتهم..
 
اتضحت صورة الشخصية الجهادية الصحيحة في الحديث بين أحمد وقائده من خلال الحديث، تلك الشخصية التي لا تسمح لجهادي كأحمد أن يتزوج من يهودية حتى لو كانت كتابية، هذه أفعال منافية لبنيته الفكرية والشخصية، ثم نشيد من جديد لوصف مشهد الصلاة، هذا أفضل مشاهد الرواية وصفًا واتقانًا..
 
كيف لم تجرُأ راشيل على مواجهة زوجها عندما علمت أنه يعتدي على ريما؟ كيف وصفتِ المرأة اليهودية خانعة خاضعة هكذا بحجة أنها هكذا في اليهودية وليس للمرأة حق، كيف وهيَ نفسها ذات المرأة التي تحتج على زوجها في إقامة مراسم زواج ابنتها على غير رغبتها، وهيَ ذات المرأة التي خرجت من منزلها بأولادها وأصرت على ألا تعود إلا بعد أن ترحل ريما من المنزل، وكان قرار تلك نافذ وهذه أيضًا، حقائق منافية للأفعال، الحق أن المرأة اليهودية لها حقها ولو لم يكن كذلك لم تكن لتتساوى بالرجل في كل شيء من عمل وحرية رأي وغير ذلك كثير..
 
أدهشني تهكم جاكوب على فعل الفتاة حين أخذت ما أمرها أن تتبرع به، أن كيف لها أن تتبرع بمال يهودي لمسجد!! شتائم وغضب لا غضب بعده وفي النهاية يطردها من العمل، هل هذا جاكوب الذي آوى الفتاة المسلمة خمسة عشر عامًا يرعاها في دينها قبل رعايتها الشخصية، هذا أمر متناقض للغاية لشخص كهذا، وهذا الأمر يجعلني الآن أتحفّظ بجدية على وجود ريما خمسة عشر عامًا في منزل جاكوب وتنشأ فيه فتاة مسلمة بقويمة مؤمنة صحيحة كما نشأت هيَ، تلك طفلة ترعرعت في كنف يهودي وفي الطبيعي ستكبُر على عاداتهم ونشأتهم المتناقضة لدينها، أما أن تكبُر هكذا دون أن يمس عقيدتها بدينها شيء من الشك والريبة!! مدهش للغاية ويجب أن ينتمي لواقعنا أكثر والذي نعلم عنه أن لا وجود لهذا الشخص اليهودي الذي أقرأ عنه بين السطور لا هو ولا عائلته، التي لم تنتفض فيها الزوجة إلا بعد خمسة عشر عامًا وكان يمكنها أن تُصر نفس الإصرار من قبل وتجعله يُلقيها في أي مكان..
 
كان موت أحمد وريما مقتضب في البداية يفتقد لبعض التفاصيل، توقف المشهد حيث كان يقص ما يحدث لريما في السوق توقف مفاجئ وانتقل إلى الغرفة حيث ندى في غيبوبتها ثم موت أحمد وتقدمت الأحداث خمس سنوات كل شيء كان سريعًا مبهمًا يفتقد الدقة خاصةً أنهم اثنين محور للأحداث، ورغم ذلك كانت وصف مشاعر ندى تجاه فقد ريما بالغة الدقة كذلك مشاعر جاكوب لا أعلم ما العائد من خلف قص المشاهد وتجاوزها ثم العودة لتوضيح الأحداث..
 
من هنا بدأت الأحداث في التشتت والتفكك قليلًا، أحداث ندى تتصاعد فجأة وتتراجع فجأة، يتحول المسار من رحلة إلى تونس لرحلة إلى باريس حيث المنحة، بين كل مشهد وآخر أحتاج للرجوع إلى الخلف حتى أستعيد تركيزي وأدرك الترابط حتى أن هناك بعض النقاط المبهمة ولكن لا بأس بإعمال العقل لتدارك الأحداث، كانت ضحكة ندى على حديث صديقتها لفتة جارحة عابثة جدًّا لا داعي لوجودها البتة، وعدم اعتراض المرأة المسلمة عليها هيَ لفتة أخرى غير جيدة، فما كان المغزى؟!
 
ما يزيد في تحيري ودهشتي هيَ تلك الأفكار سليمة البناء التي تطرحيها بدقة متناهية يا دكتورة وقد نقدتيها من قبل في مقدمة الأحداث، كمثل علمك بشأن اليهود علمًا كافيًا ينفي تلك الطباع الرقيقة التي اتصف بها بأبطالنا في البداية، ولا تبيح الحقيقة ذلك لأن الحقيقة هيَ أيضًا ما طرح القرآن وطرحت أنتِ أيضًا بشأنهم، فماذا يكون الأمر! هذا سؤال آخر لا مفاد من إجابات السرد الروائي عليه كمثل أن الأم أمّنت جاكوب أمانة، ومتى كانت هذه الطائفة حافظة للعهود ومع أموات هذه المرة؟!
 
كان من الخطأ إقران اسم الجماعات الإرهابية ولو كان الاسم متداول فما هذا التداول إلا كما ذكرتي مؤخرًا هدفًا شخصيًا لأناس بعينهم وربما أيضًا تمويلًا غربيًا لتشويه صورة الإسلام من اتجاه الغرب العلماني، أما عن ذكرها في العمل فأحسبه خطأ ولو كان من باب الذكر على لسان أحد الأبطال لفكره المحاذي لدينه..
 
ما الداعي لتشتيت الأحداث وتشويش رؤية القارئ للأحداث!
 
هنا قالت لحسان أنها غير قادرة على تكوين علاقة جديدة قبل الخروج من قوقعتها وتسير الأحداث على هذا النمط، وحين يعود أحمد ويطلب رؤيتها يظهر فجأة أنها كانت أقصته من حياتها لأنها تحترم وجود حسان في حياتها! وهيَ التي لم تكف عن التفكير في أحمد من الأساس، وتحدث صورتها بين الدقيقة والأخرى وما زالت معها، لم عليّ مراجعة ما يتجاوز سبعين صفحة ظنًا مني أني تجاوزت بعض الأحداث لأجد نفسي لم أتجاوز وأسير جيدًا والتشتت صادر من ترتيب الأحداث وسلاستها! أمر غير جيد بالمرة..
ثم من أين حسان هذا سعيد بعودة صديقه وهو يأخذ خطيبته والتي قد تكون سببًا في عودة ذاكرته، وعلى النقيض أيضًا أهل أحمد سعداء بعودته ويريدون أن تعود ذاكرة ابنهم وهم ويخفون عنه جزءًا منها، الأمر كان يحتاج لبعض التوضيح..
جاءت النهاية مُرتبة وجيدة رغم ما سبق، في النهاية لا يسعني إلا قول: لقد كادت تكون رواية رائعة لولا الكثير مما سبق ذكره وهذا لا ينفي المجهود المبذول فيها والدقة في ترتيب أفكارها..

مراجعة السيد الشايب

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبنى لم يعجبنى 0
أحببته أحببته 0
أضحكني أضحكني 0
أغضبني أغضبني 0
أحزنني أحزنني 0
واااو واااو 0