رواية درون - للكاتبة نور عادل
تلك المقال هي مراجعة رواية درون للكاتبة الشابة نور عادل في أول تجربة نشر ورقي لها من مراجعات الكاتب أحمد مجدي إبراهيم

رواية : درون
الكاتبة : نور عادل
في رأيي المتواضع أن واحدة من أجمل لحظات الحياة هي تلك التي تتسلم فيها هدية، وأجمل بالكتاب هدية والأجمل أن يحمل توقيع خاص باسمك.
ذلك هو شعوري عندما أمسكت بيدي تلك الرواية للمرة الأولى والتي فزت بها من خلال مسابقة جروب فنجان قهوة وكتاب - ربنا يبارك في الجروب ومسابقاته -.
على كل حال لم تكن الرواية نفسها هي الهدية الأجمل هنا، ولكن التعرف على الكاتبة الشابة نور عادل والمحادثة اللطيفة بيننا كانت بمثابة هدية استباقية زادت الحماسة داخلي لقراءة العمل ومراجعته في أقرب وقت.
مع الأخذ في الاعتبار أن الرواية هي أولى أعمال الكاتبة الورقية فقد سبق لها كتابة بعض القصص القصيرة والحلقات على منصات التواصل الاجتماعي.
لا أريد الإطالة هنا ولكن كالعادة هذه المراجعة ليست إلا رأي شخصي فقط من شخص مثلي وعلى حالي يحب الكتابة والقراءة ويُكن التقدير والاحترام لشخص الكاتبة.
أولاً الغلاف:
لا يمكن أن يكون من عوامل القوة في العمل لأنه بسيط جدا وهادئ ومعبر ولكنه غير ملفت للنظر فلقد مررت على جناح الرسم بالكلمات أكثر من مرة في المعرض وجلست على الكرسي الخاص بالإصدارات الخاصة بهم أكثر من مرة قمت بشراء عدد من الروايات ولكن ذلك العمل - درون - لم يمر على ذاكرتي أو يسترعي الإنتباه.
ثانياً الحبكة والأحداث:
مع الصفحة الأولى للرواية والكاتبة تحاول جاهدة أن تحافظ على عامل التشويق وتواتر الأحداث وتعقيد الحبكة وزيادة معدلات الإثارة، وقد نجح الأمر تماماً فلدينا هنا حبكة و قصة و أحداث قائمة على الدرون الذي سقط بين يدي بطل الرواية كرم، ولدينا هنا فكرة تريد الكاتبة التعبير عنها إلا أن المهمة لم تكن هينة أو بسيطة فمع تطور الأحداث بات من الصعب المحافظة على وتيرة التشويق والإثارة على نفس الدرجة طوال الوقت.
ثالثاً الفكرة:
ربما لا تكون الفكرة محل الرواية جديدة تماماً بل لقد تم التركيز عليها في كثير من الأعمال ويبدو أن الكاتبة كانت تعلم هذا جيداً من لحظة البداية و لذلك لم تتعمد التركيز على الفكرة وصبت كل الاهتمام بالقصة و الحكاية بل وتعمدت أن تطرح تلك الفكرة في أكثر من قصة فرعية داخل الرواية لعدد من الأشخاص وهذا ما جعل الحكاية أكثر عمقاً و لكن هنا علينا أن نتحدث عن الشخصيات.
رابعاً الشخصيات:
تدور أحداث الرواية حول عدد ليس قليل من الشخصيات في حين نبدأ بالتعرف على البطل كرم وشقيقه نصر ومحبوبته ثم تبدأ شخصيات عديدة في الظهور مع تطور الحبكة والحقيقة أن كل شخصية كان لها سمة معينة وحضور طاغي في الأحداث و قد أهتمت الكاتبة هنا بالتعمق في كل شخصية و العلاقات بينها و إظهار دوافعها و خلفيتها وهو ما جعل الرواية أكثر عمقا و تأكيداً على فكرة الكاتبة الرئيسية.
خامساً السرد واللغة:
هنا لا يمكن أن نغفل حقيقة أن هذا هو العمل الأول للكاتبة وبالتالي لم يكن السرد و اللغة من نقاط القوة و لكنه جاء سهل و بسيط و سلس دون تلاعب بالعبارات و دون جمل طويلة جمالية ملفتة، كان تركيز الكاتبة منصباً تماماً على القصة، و أعتقد و يمكنني الرهان على أن أسلوب الكاتبة سوف يتطور كثيراً في العمل القادم.
الحوار:
جاء الحوار بالعامية المصرية و في الحقيقة جاء مكثفاً و أكثر من اللازم و دون داع حقيقي، إلا أن ذلك الأمر لم يعكر من صفو القراءة بشكل عام، من وجهة نظري الشخصية كان من الأفضل و الأرقى أن تكون الرواية كلها بالفصحى و حذف الحوار أو تقليصه حيث كان يمكن أن يتم الاعتماد على السرد وهذا يأخذنا إلى السلبيات.
أخيراً السلبيات :
لا أحب النظر إلى الروايات و الأعمال الأدبية نظرة المفترس الذي يترصد فريسته و خاصة و هو أول تجربة للكاتبة. لكن هناك بعض الأشياء التي كانت غير واقعية و لم أستطع تخطيها بداية من المصادفة في الحادث الأساسي الذي مهد لأحداث الرواية كلها، فطبيعة عمل بطل الرواية غير متعلقة بالدرون أصلا و مع ذلك تمكن من الحصول عليه من موقع العمل في أول يوم له.
يمكن القول هنا أن الرواية تخاطب جمهور الكاتبة من الفتيات و الشباب غير المتخصص و الذين اعتادوا القراءة إلكترونيا أو عبر منصات التواصل الإلكترونية و الحقيقة أن هذا الجمهور سوف يستمتع بتلك الرواية كثيراً بل و سوف يرتقي بها إلى قراءة أفضل في المستقبل.
الخلاصة
رواية درون من الأعمال الخفيفة التي تحمل فكرة جيدة جداً وبها قدر كاف من التشويق و الإثارة و يمكن بكل أريحية ترشيح تلك الرواية للشباب الجديد و من يريد القراءة الورقية، و كلي ثقة أن العمل القادم للكاتبة سوف يحمل الكثير من التطور في الأسلوب و السرد و طريقة الحكي إلا أن القارئ المخضرم و صاحب الذائقة الأدبية لن يجد هذا العمل مناسباً له.
للحصول على الرواية داخل جمهورية مصر العربية يمكنك التواصل الآن مع لايف بوك ستور من خلال الواتس أب فقط
درون
نور عادل
أحمد مجدي
ما هو رد فعلك؟






