كتاب الامام ابن حزم حياته وعصره آراؤه وفقهه

كتاب الامام ابن حزم حياته وعصره آراؤه وفقهه
متوفر فى مجلد
يقول الامام أبو زهرة عن الكتاب
إن ابن حزم فقيه ظاهري، أحيا فقه داود الأصبهاني، وسلك به مسلكاً اتسم بسمته فوسع رحابه وأيد فروعه بالأدلة، وناقض مخالفيه في أقوال صارمة، وجدل غلب فيه الإفحام والإلزام، وصال وجال، وعاضد أقوال الظاهرية بأٌقوال بعض الأئمة إن وجد فيها نصيراً، وأفاض في شرح فقه الصحابة والتابعين، وأخرج من ذلك كنوزاً نافعة، وكشف عن معين لا ينضب ماؤه، ولا ينقطع وراده، واستخرج من ذلك الخضم الزخار من الآثار السلفية نفائس انفرد باستخراجها وكشفها.
فكان لابد بعد أن تكلمنا في فقه الأئمة الأربعة ومن قاربهم أن نتجه إليه؛ لنعرف ما جاء به، ولنبين الذي أمد به ينابيع الفقه الإسلامي، واللون الذي اختص به من بين جمهورهم.
وإن ابن حزم- فوق أن فقهه لون من الاستباط غير ماعليه من الأئمة الأربعة. ومن قاربهم- هو في شخصه نوع منفرد بين الفقهاء، فهو الباحث والمحدث المجيد، وهو عالم الملل والنحل المجادل فيها الأريب، وهو الشاعر الناثر، الذي يقارب بشعره فحول الشعراء، ويمتاز نثره بالبراعة في المعنى، وجودة الخيال، ونصاعة اللفظ وإشراق الأسلوب، ويجمع فيها كتب من نثر فني بين جودة التعبير. وحسن التصوير، وسلامة المعنى وعمق التفكير، يصف خلجات النفوس ونبضات القلوب في عبارات فياضة بالأحسايس وصور بيانية رائعة، حتى إنه ليعيد في الصف الأول بين الناثرين، ولم يكن نثره ضجة ألفاظ، بل كان معنى جميلا عميقا، في ديباجة أنيقة مشرقة.
وليس ابن حزم لوناً جديداً في فقهه، وكونه أديب الفقهاء فقط، بل هو رجل من بلد كان فردوس زمانه في البلاد الإسلامية، ولا نملك منه الآن إلا الذكرى، إنه من الأندلس التي مازال ذكرها يدمي القلوب.
ودراستنا لابن حزم- وقد سرنا وراء الفقه من المشرق إلى المغرب- هي تذكير بذلك الفقيد الحبيب، إقليم الأندلس الخصيب، "فإن الذكرى تنفع المؤمنين
ما هو رد فعلك؟






