اسم الكتاب: أربعون
المؤلف: أحمد الشقيري
تصنيفه: تنمية بشرية وتطوير ذات
عدد الصفحات: 273
يلخص أحمد الشقيري في هذا الكتاب رحلته عبر ٤٠ عاما في هذه الدنيا ؛ رحلة الصراع ومحاولة الترقي المستمر ؛ بحثا عن السلام الداخلي، ويقول: فلا أدعي أني وصلت، فالمشوار ما زال طويلا، ولكنها تجربة بشرية قد ترى نفسك فيها فتستفيد، وتفيد .
ويقول أيضا: "الله لايريد منا الكمال، فالكمال له سبحانه. ولكنه يريد منا السعي المستمر نحو الكمال" .
وقد ألف هذا الكتاب في أثناء خلوة مدتها أربعون يوما. حيث اعتزل الناس والتكنولوجيا. وجلس في جزيرة نائية مع نفسه متفكرا في ما فات من عمره، ومتأملا في ما هو آت
مراجعة: فردوس موسى احمد
«40 أربعون»، أو خلوة الأربعون هو كتاب عن تجربة حياتية عاشها "أحمد الشقيري" في جزيرة نائية في المحيط الهادي خرج منها بقناعات وتأملات عن الذات البشرية والعلاقة مع الآخرين ومع الله سبحانه وتعالى، وبين هذا وذاك ثمة حيز رحيب لتمثلات الكاتب لذاكرة الماضي ومشهد الحاضر، وأسئلته بإزاء كيفية خروج الإنسان المعاصر بذاته من مآزق الحياة ثم العمل على تزكيتها وارتقائها وسموها، لذلك يندرج هذا الكتاب ضمن فئة كتب تطوير الذات الأخلاقية وتنمية الشخصية الإنسانية إذ قدَّم فيه الكاتب دليلاً عملياً يمكن للقارئ اتباعهُ، وكما يرى الكاتب الشقيري أن "الله تبارك وتعالى لا يريد منا الكمال، ولكنه يريد منا السعي المستمر نحوه".
يقول الأستاذ أحمد الشقيري عن عمله هذا:
ألخص في هذا الكتاب رحلتي عبر 40 عاماً في هذه الدنيا، رحلة الصراع ومحاولة الترقي المستمر بحثاً عن السلام الداخلي، لا أدّعي أني وصلت، فالمشوار ما زال طويل، ولكنها تجربة بشرية قد ترى نفسك فيها فتستفيد وتفيد .. ألّفت هذا الكتاب أثناء خلوة الأربعين يوماً حيث اعتزلت الناس والتكنولوجيا وجلست في جزيرة نائية مع نفسي أحاول أن أتفكر فيما فات وأتأمل فيما هو آت، فانتهيت بأربعين خاطرة في كل محور من المحاور أدناه:
40 يوماً مع حياتي 40 يوماً مع قرآني
40 يوماً مع نفسي 40 يوماً مع تحسيناتي
40 يوماً مع قصصي 40 يوماً مع إلهي
40 يوماً مع كتبي 40 يوماً مع حِكم الناس
40 يوماً مع ذكرياتي 40 يوماً مع حِكمي
40 يوما مع حياتي
ذكر أحمد الشقيري في هذا الفصل أهم أربعين موقفا مرت عليه والتي كان لها أثر كبير في حياته منها بداية تدينه، تركه للتدخين، مواقف شاهدها في والده وغالبا هي مواقف قديمة حدثت له في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو حتى في الشباب وبقي لها أثر عميق في حياته، ممكن نحن أيضا نتعلم من هذه المواقف كون المؤلف ذكر كيف إستفاد منها والدروس التي إستخلصها من كل موقف.
ستجد في هذا الفصل أربعين آية أثرت في حياة أحمد الشقيري فكتب لنا خواطره حولها وما فهمه منها والحكم التي إستفادها من كل آية.
يوصل لنا الشقيري هنا رسالة أن نحاول فهم آليات النفس كطريقة تكوين العادة وكيفية عمل العقل، يقسم لنا المؤلف الدماغ إلى ثلاثة أقسام الأول أعطاه تسمية شهوان الذي يكون مسؤول عن شهوات الانسان من أكل وشرب وجنس، الثاني أعطاه عطفان كونه القسم المسؤول عن الجانب النفسي والعاطفي للانسان، أما القسم الثالث فيحمل إسم عقلان لأنه المسؤول عن التفكير والتخطيط. فوعي الانسان بنفسه سيساعده على معرفة التعامل معها بسهولة وببساطة وتكون قريبا منها.
عرض الشقيري في هذا القسم أربعون فكرة أثرت في حياته بشكل كبير منها أفكار مواقع إلكترونية أو أفكار مشاريع معينة أو ممكن تكون حتى أفكار يمكنك تطبيقها في حياتك اليومية لتحسن من نفسك وتطورها إلى الأفضل مثل أن تختار الخمس أصدقائك بعناية الذين تقضي معهم أغلب وقتك، أو فكرة أن تعطي لنفسك خمس دقائق فقط يوميا لشيئ معين تريد أن يصبح لديك عادة كالقراءة مثلا.
أورد لنا أهم القصص التي إقتبسها من مصادر متعددة والتي استفاد منها في حياته حيث أخذ منها حكم وعبر قام بتطبيقها على نفسه
أثرى هذا الفصل بمجموعة من الخواطر والاقتباسات والأبيات الشعرية في الحب الالهي ومدحه.
نعلم بأن أحمد الشقيري يعطي أهمية كبيرة للقراءة لهذا السبب خصص لها فصل لوحده في هذا الكتاب يستعرض فيه أربعون كتاب منها كتب تطوير الذات ومنها كتب دينية وفلسفية ويعتبرها بأن كان لها أثر كبير في تغيير طريقة تفكيره.
حينما نريد أن نحسن من أنفسنا نبحث عن نصائح وآراء الناس الذين سبقونا كونهم يحملون تجارب عديدة في الحياة لنتعلم منها، هذا ما ألح عليه الكاتب في هذا الفصل وأعطى نموذج من الحكم التي كانت بالنسبة له النور الذي يضيئ له طريق الظلام، ليس بالضرورة أن تستفيد من الناس الذين سبقوك بنصائحهم المباشرة فقط ولكن يمكنك أن تعود إلى الكلام الذي تركوه أو ممكن أبياتا شعرية ستجد بها أفكارا تلهمك أو حتى أقوالا مأثورة تحمل في طياتها كلمات من ذهب.
يشارك الشقيري في هذا الفصل من كتاب 40 مجموعة من ذكرياته على شكل صور ومقتطفات ذاكرا بعض الفوائد التي إستفادها في حياته داخل كل ذكرى كونه يعتبر شاهدا على تاريخ مرحلته مشاركا نصائح مفيدة من كل تجربة.
40 يوما مع حكمي
إختتم أحمد كتابه بحكم واقتباسات من إبداعه تلخص فهمه للحياة والدروس التي إستفادها منها.
كتاب رائع جداً مشوق
ويساعد الأنسان على تغيير أفكاره
والسعي لتطوير ذاته
اقتباسات:
المعاناة هي المسافة بين الواقع وبين ماتريد ،، ولتقضي على الألم غيّر الواقع أو غيّر ماتريد “
“أجد قيمتي في سيطرة عقلي على نفسي وشهواتي، فكلما تغلبت على شهوة معينة، وطردتها من حياتي شعرت بقيمة أكبر، وكلما بدأت عادة حسنة جديدة أشعر أيضًا بقيمة أكبر، والجميل أني أشعر بصدق القيمة، سواء عرف الناس عن هذا الأمر أم لم يعرفوا، المهم أنا أكون عارفًا، وطبعًا الله مطلع من فوق سبع سماوات.”
“الصداقة اعانة وليست فقط وناسة ،،،، الصداقة يقتلها الكذب وتنميها التضحية.”
-قال أحد المحبين..الله لم يخلق الانسان إلا لعبادته، ومهما بحث الإنسان عن الراحه في متع الدنيا كلها، فسيبقي القلب قلقا مضطربا لا يرتاح، ولن يجد قلب الإنسان الراحه إلا عندما يتذوق حقيقه عباده رب الإنسان ...
الكون كله مترابط، ونيتك وما في داخل قلبك يحركان الكون إما لك وإما عليك ...
لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً ليأسك، فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك لا فيما تختار لنفسك، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد ...
لكي يدخل كلامك عقل من أمامك اجعله يفرغ ما فيه أولاً حتى يكون هناك مكان لكلامك ليدخل فيه، وإلا فكيف يُملأ مملوء ؟
كل إنسان يلجأ إلى شيء أو عادة وقت الضيق ؛ إلى سيجارة، إلى أكلة ، إلى صديق ، إلى تلفاز، إلى رياضة ، إلى امرأة ، إلى خمر. أما المحب لله فيلجأ وقت الضيق إلى الصلاة ، لا طمعا في جنة ، و لا خوف من نار ، بل لأنها راحة ، و لأنها لقاء من بيده الفرج من كل ضيق ..