مراجعة رواية (واحة الخوف) للكاتبة منة طارق سليم:
لغة الرواية:فصحى سردًا وحوارًا.
اسلوب السرد: جاء السرد في الرواية عن طريق الراوي.
صادرة عن دار: حواديت للنشر والتوزيع.
عدد صفحات العمل: 180 صفحة.
تدور أحداث الرواية في واحة سيوة، عن قافلة تضل طريقها، وفي هذه اللحظات يهجم على القافلة وحش... يقتلهم جميعًا، ويقتحم الواحة ويسعى في الأرض فسادًا...لا يفلح معه الاختباء ولا يجدي معه الفرار فهو أسرع من الرياح ..ولا يمكن قتله، حوّل رمال الواحة إلى بحار من الدم،
وجعل من الخيام والمنازل قبور.
رغم أن الرواية تتجه إلى اللون الخيالي أكثر إلا أنها وضعتنا جميعًا أمام أنفسنا كأنك تنظر في المرآة، علمتنا كيف نواجه خوفنا بطريقة مختلفة ابتكارية. نجحت الكاتبة في تناول فكرة العمل بطريقة جديدة ومختلفة، وكل شخصية من شخصيات العمل كانت تفسر الخوف نتيجه لخبرتها وسلوكها، وباختلاف تفكير كل منا حين تعترضنا مشكلة ما، وضحت الكاتبة في نهاية العمل أن التعصب الفكري وأحادية الرأي وإلغاء الرأي الآخر ورفض تقبله ونقاشه هو سبب الأول في المشاكل التي نتعرض لها دومًا في رحلة حياتنا.
وكان الحل في سطور الرواية وهو ﻋﺪم اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻷﻋﻤﻰ ﻟﺮأي ﻣﻌﲔ ﺑﺪون دﻟﻴﻞ، والتمسك بالصوت الجماعي والتعاون من دون تعصب لرأي واحد يقودنا في النهاية إلى الحل الذي هو قارب النجاة للجميع.
رواية تعبر عن أفكار ذات الإنسان الأصلية، اتخذت الكاتبة من " الخوف" فكرة العمل الأساسية ، مع تنسيقها وتنظيمها سمحت للقارئ أن يمر بالرحلة وبالخبرة نفسها.
إقتباس:
"لا أعلم مَن تكون ولكن اعلم جيدًا أنه يعيش بداخلك، ينمو لحظةً بلحظة ويلتهمك يومًا بعد يوم ويزداد قوةً ليفترسك ويمتص دمك ويسحق عظامك، لا تحاول الفرار منه؛ فالفرار لن يجدي نفعًا.
أنت تظن الآن أنني مجنونة..
فلتظن ذلك وسأقرأ هذه الكلمات على قبرك..
عفوًا، لقد نسيت أنه لن يكون لك قبر؛ لأنه سيلتهمك حتى العظام، إذن سوف أقرؤها على روحك..
الآن.. قف قبل الأوان، وانتصب، وانظر بداخلك بدقة كما تنظر لانعكاس وجهك في المرآة، واقتل ذلك الوحش قبل أن يهلكنا جميعًا بسببك أنت وحدك ولا أحد غيرك."
انصح الجميع بقراءتها
عبد الرحمن احمد العقاد