كتاب نُفُوسٌ معقدة - الكاتب رُوبرت بلوخ
أبدع الكاتب في وصف المرض النفسي كما يعاني منه المريض تمامًا، بل وجعلني أشعر به كأني أعاني أحد أعراضه..

الاسم: نُفُوسٌ معقدة.
الكاتب: رُوبرت بلوخ.
ترجمة: مُحمد عبدالعزيز.
دار النّشر: كتوبيا للنشر والتوزيع.
عدد الصفحات: 207.
منذ مدة وأنا أتنقّلُ بين عملٍ وآخر بحثًا عن شيءٍ يثير دهشتي ويوقظ القارئة النهمة داخلي..
وأخيرًا أوقعني حسن حظّي أمام هذه الرواية المدهشة والتي تفوق الدهشة بمراحل..
وأخيرًا استفزّتْ هذه الرواية الشخصية الناقدة بداخلي ودفعتني لأكتُب مراجعةً تفصيلية عن الرواية!
لا أحب الأعمال المترجمة على جمالها وروعة أفكارها، وذلك لسببٍ وجيهٍ وهو أنني مقدِّسة للغة العربيّة وأرى أن الترجمة تفسد العملَ ولا تكون أبدًا كقرائته بلغته الأم..
لكن..
عندما يكون المترجِمُ ضليعًا في اللغة، متمكِّنا من كِلتا اللغتين فإن العملَ يكون كهذا العمل..
لولا الأسماء الأجنبيّة لظننتُ أنّ الرواية كُتبتْ بالعربية!!
لم تكن المرّة الأولىٰ التي أقرأُ فيها للمترجِم.. سبق وقرأتُ له «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية» ولهذا بدأتُ القراءة بثقةٍ جمّةٍ في حُسن اللغة وبراعة الترجمة..
أحب علم النفس وأهوىٰ القراءة فيه والإبحار داخله.. فكيفَ بروايةٍ تصفه وتجسّده أمامك؟
الدمج الرائع بين الغموض والتشويق المصحوب بشيء من البوليسيّة مع علم النفس جعلَ الرواية تحفة فنية متكاملة الأركان في نظري..
أحبّ جدًا العملَ الذي يجعلني _بعدما أنتهي منه_ أواجه صعوبةً في الانفصال عنه والعودة إلى الواقع!!
أبدع الكاتب في وصف المرض النفسي كما يعاني منه المريض تمامًا، بل وجعلني أشعر به كأني أعاني أحد أعراضه..
شعرتُ بالتوتر مع ماري.. ثم بالهدوء والسلام النفسي عندما تراجعت عن خطتها.. ثم بالهلع والذعر... كان كل شيء غير مفهوم.. لكنني أشفقت على نورمان حقًّا.. ثم شعرتُ بلوعة الفقد ومرارة الخوف مع ليلى.. وبالكثير من الأسىٰ والأسف على نورمان!
عندما قرأتُ الرواية توقعتُ أن الفكرة مكررة ومألوفة.. لكن الغريب في الأمر أنني ومع ذلك.. ومع ألفي للفكرة وتخميني الصحيح للنهاية المتوقعة إلا أنني صُدمتُ وخفتُ وتفاجئتُ واندهشتُ مع مجريات الأمور.. وكلما تعمقتُ في الرواية أكثر كلما زادت دهشتي أكثر وأكثر..
بالنهاية..
أنا ممتنة حقًّا للكاتب والمترجم على تحفتهما الأدبية هذه.. الآن أشعرُ _بعد فترة طويلة من الفتور_ أنني قادرة على قراءة أي شيءٍ جميل ومدهش!
حيًّا الله المُترجم وأدامَ إبداعه وإتقانه وإحسانه..
ما هو رد فعلك؟






