رواية رقصة الخذلان للكاتبة منى ياسين
مراجعة رواية رقصة الخذلان للكاتبة منى ياسين

*أتابع قلم منى ياسين منذ سنوات طويل بدأت مع كتابها الاول بمجموعة من الخواطر التي تتحدث عن المرأة، كتابها الثاني والثالث كان مجموعتين قصصيتين لكل منهم طابع ولكنه كان يظهر فيهم بالتأكيد مدى تطور قلم منى ياسين وزياده جراءته، في هذه الرواية كنت اتوقع أيضًا ظهور مدى التطور الجراءة التي وصل لها قلمها.
*تنقسم الرواية الى خمس فصول.. في الفصل الاول، كان تعريف بحياة ندى من وفاة والدتها واقامتها مع والدها وعمتها، وكيفية معاملة والدها لها، كان فصل سلس لا يوجد به الكثير من الاحداث، اتضح فيه مدى ارتباطها برقص الباليه، واعتقد أنني اصبت بالدهشة لأنني للمرة الأولى أعرف أنه يمكن للأشخاص في سن أكبر تعلم الباليه من البداية وليس فقط من عمر صغير، ارتباط ندى بالحيوانات وبحمزة الشبل الصغير كان نقطة مهمة في قوتها ولها مغزى فيما بعد.
*الفصل الثاني... بدأت الحكاية تتضح أكثر، ستستطيع ندى أن تحصل على مذكرات غيداء الكاتبة التي تتابعها وتفضلها والتي تعرفها عمتها بشكل ما، كانت مذكرات غيداء تحمل الكثير من الاسرار والذكريات والألم والوجع والحب، في هذا الجزء ظهر بشكل واضح المفردات اللغوية المميزة التي اعتمدت عليها منى ياسين في الرواية، استطاعت أن تكتب عبارات رنانة ومميزه وصور بلاغية مختلفة.
*احببت الكثير من الاقتباسات في هذا الفصل وسأضع منها في نهاية المراجعة، في هذا الفصل فهمت لماذا شعرت غيداء بالألم والاحتياج للحب، حكت قصتها مع فارسها المجهول باستفاضة مما جعل ندى تعرف من هو هذا الفارس وهذه كانت أكبر مفاجأة لها.
*في الفصل الثالث.. بدأت ندى تحقيق قصتها هي مع الحب قصتها مع مازن الوكيل، شعرت أن تفاصيلهم متقاربة مع قصة غيداء وفارس وأن كانت لكل منهم رونق خاص.
استغربت في هذا الجزء سرعة قرب مازن من ندى، خاصة إنها طالبة لديه ومن المفترض ان تكون هناك حدود بينهم واضحة أكثر من هذا، جاء الأمر سريعًا جدًا بشكل غير مقنع بالنسبة لي، الحكاية كانت رومانسية وربما خيالية فتوقعت أن هناك كبوة وقد كانت.
*لا أفهم متى بدأ هذا التعلق وكيف حدث، متى بررت ندى لنفسها الاقتراب هكذا من مازن، ربما كان عمرها الصغير هو السبب ولكن حتى مع وضوح نظرته لها لم تبتعد، كيف فعلت بقلبها وجسدها هكذا، كانت تلك علامة استفهام كبيرة، وددت لو كانت تسمعني وأنا اقول لها ابتعدي طوال قراءتي لهذا الفصل.. مازن الوكيل كان ذئب وهي كانت ساذجة، والغريبة انني لم استطيع التعاطف معها!
*بعد ذلك وحين اتضح خداعه، تساءلت أين كبريائها من كل تلك الرسائل التي ترسلها له ويرد كل مرة بصفعه على قلبها لماذا لم تتراجع في كل مره، شعرت إنها ربما كانت تحلم بالحب ولم تتخيله إلا معه فذلت قدماها، كنت أشعر ان فارس هو نسخة من مازن وأن ندى هي نسخه من غيداء.
*اللغة والمفردات كانت شاعرية للغاية فاعتمدت الكاتبة بشكل أساسي على المشاعر وكيفيه وصفها ويمكن اعتبار هذا هو العمود الرئيسي في الرواية بجانب بالأحداث المشاعر كانت هي كلمه السر، وأن كنت في بعض الأحيان كنت أشعر أن وصف المشاعر كانت كثيرة إلى حد ما.
*في الفصل الرابع... وجدت أن النقلة التي حدثت لندى غير مفهومه كيف انتهى الفصل الثالث وهي تركد وراء مازن وبالرغم من صده لها أكثر من مرة لتتشابك الاحداث مع المظاهرات في عام 2011 بعد ثوره يناير، نقله لم استوعبها الى حد ما ولكنها ربما كانت تعبيرًا عن القوه التي ستكتسبها ندى مع الوقت، كانت المظاهرات سبب إنها اقتربت من ابيها، وكانت سبب في أن تأخذ قصة غيداء مع فارس منحنى أخر واهتمت بأشياء أخرى ووضعت حد لحبه في قلبها.
-اعتبر أن عمة ندى هي البوصلة التي تساعد ندى في معرفه التفاصيل المجهولة منذ في بداية الرواية، تحدثت ندى عن عمتها باستفاضة في البداية فعرفتني عن شخصيتها وحبها لزوجها المتوفي الذي منعها أن تتزوج بعده، ولكن بعد ذلك اختفت شخصيتها تماما أصبحت فقط من تروي لندى عن غيداء ليس أكثر.
*-غيداء عن طليقها كان مكثف وواقعي، مقابلتها مع فارس ومواجهتهم كانت أيضًا سطر في الحكاية يجب أن يكتمل، أنتهى الفصل الرابع سريعًا على عكس الفصل الثالث الذي كان طويل جدًا.
*الفصل الخامس.. هذا الفصل هو رمانة الميزان التي اعادت للرواية كاملة اتزانها، يمكن إطلاق عليه اسم الانتقام، انتقمت ندى من مازن ولكنها في الأصل كانت تنتقم من ابيها، الذي صُدمت فيه، لم اتخيل أن تكتشف هذا الاكتشاف في سطور غيداء وفي شقته السرية، ندى لم تكن ضحية مازن ندى كانت ضحية والدها، في النهاية تحررت ندى من كل شيء وكسبت نفسها.
*اقتباسات من الرواية:
-كانت حدودي منيعة وحصوني غير قابلة للاختراق، ولكآبتي وقار لا يسمح لأحد بالاقتراب.
-أعشق اقتحامه لحصوني المنيعة، وجوده أضاف لحياتي بهجة كمكعب تلج تم إلقاؤه في عصير طازج ساعة قيظ، وأتساءل: ترى هل ستكون حبي الأعظم أم ندمي الأعظم؟ الأكيد أنك الآن سري الأعظم.
-سأكتب معه أجن رواية عابثة في تاريخ قلمي، فقد استطاع أن يزيح غطاء حياتي، فانفجر جنوني مطيحًا بالوقار، وددت لو أخبر العالم بأنني سرت إلى الحب بخطوات متأنية ثابتة حتى وصلت إلية، ففزت بصحبته ونعمت بقربه.
-كبرادة الحديد كنت ألهو جوارك دون اكتراث، كنت اجرب العبث معك فوجدتني أنجذب إليك بطريقة لا إرادية، وإلى الآن كلما حاول أحدهم نزعك مني أجد نفسي اتشبث بك كما يتشبث الرضيع بخصلات شعر أمه.
-هل تدرك معني أن تكون أول رجل يطأ مدينتي، ترى هل تدرك حجم المسئولية التي ألقيت على عاتقك؟ ترى هل ستجعل قلعتي سعيدة بفتح أبوابها لك، أم ستجعلها تندم على هذه اللحظة، فلتعلم أنك إذا خذلتها يومًا ستجعلها لك مقبرة.
ما هو رد فعلك؟






