كتاب عندما التقيت عمر بن الخطاب - للكاتب أدهم شرقاوي
مراجعة كتاب عندما التقيت عمر بن الخطاب للكاتب أدهم شرقاوي

- الكتاب عباره عن لقاء ما بين الكاتب وبين سيدنا عمر بن الخطاب يطرح الكاتب أمام سيدنا عمر بعض المواقف أو القضايا التي سببت جدل أو لها قصة بعينها كانت سبب في أن يسن من خلالها سيدنا عمر بعض القوانين، مما كان يحتاج التوضيح من ولي الامر نفسه فيبدا الكتاب كأنه لقاء طويل ما بين الكاتب وسيدنا عمر، فكرة إنك تتخيل أن سيدنا عمر بن الخطاب هو من يتحدث بالفعل، يمكنني القول إنها اختطفت قلبي واحببتها.
- تناول الكتاب حياه سيدنا عمر بن الخطاب منذ مرحلة ما قبل الإسلام وكيف كان اسلامه، وكيف رق قلبه بعد الإسلام وإن كان ظل يحتفظ بالحزم نفسه في كافه مواقفه.
بدأ الكاتب بسؤاله عن بعض المواقف التي مر بها وكيف كان إسلامه، حين دلف على اخته فاطمه وزوجها عندما علم بإسلامهم ضرب زوجها ولطمها حتى نزفت فـ رق قلبه، هنا كان يسأل ما هو هذا الدين الذي يجعل أخته ترفع صوتها عليه ولا تهتم بغضبه وتجيبه "اسلمت فاصنع ما شئت" حينها بدأ بن الخطاب في قراءة سوره طه التي كانت في الصحيفة التي تقرأها اخته "ما انزلنا عليك القران لتشقى" وهنا كانت بداية عمر بن الخطاب.
- كان الحديث عن الصحابة ودخول بعضهم في الإسلام مثل سعد بن ابي وقاص والحديث عن أبي بكر الصديق كيف كان برغم لين قلبه في شده الثبات وقت وفاة الرسول على عكس عمر بن الخطاب الذي كان يتمتع بالحزم ولكنها لم يتمالك، كان المبهر في هذا الجزء من الكتاب أنه يتم مزج الآيات القرآنية مع المواقف التي كانت تحدث ومع احاديث الرسول فتبدو وكأن الحكاية كاملها متضافرة مع بعضها البعض، كنت أشعر وكأنني اجلس معهم اسمع الصحابة اسمع الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، هذا ما جعل ذلك الكتاب قريب من القلب جدًا.
- تحدث الكتاب أيضًا عن الكثير من الموضوعات من وجهة نظر سيدنا عمر بن الخطاب مثل الشعر في الجاهلية وفي مرحلة دخول الإسلام، وكيف كان الرسول صل الله عليه وسلم يتقبله ولا يرفضه، وانتشر الرثاء واشتهرت به الخنساء على الرغم من وجود الكثيرين غيرها ولكن لطول المدة التي ظلت ترثوا اخيها فيها
وذكرت على الكثير من الاسماء المعروفة الأخرى التي تميزت بالشعر الفصيح المميز، وذكرت بعض هذه الاشعار في الكتاب أيضًا.
- الحديث التالي عن الحب، وكيف أن البيوت لا تبنى بالحب وحدة ولكنها تبنى بالصلاح والتقوى والمودة والرحمة.
كان من عادة أمير المؤمنين بن الخطاب أن يمشي ليلا بين البيوت فالليل يظهر ما يحاول الجميع اخفاءه في النهار سواء كان بالصلاح أو بالخطأ فالليل يشجع سترة على التقرب من الله أكثر والعكس صحيح.
- الحديث التالي كان عن الخلافة وتوسع الدولة الإسلامية، مما استدعى وجود ولي على كل ولاية تابعة لها، كان الأمر يحتاج من عمر بن الخطاب الإمساك بالأمور بـ يد من الحديد، والبحث عن من يمتلك الخبرة العسكرية ويتميز بحسن اسلامه وبالإضافة الى هذا الرحمة فيجب ان يكون رحيمًا بالناس
- ذكر أيضًا في الكتاب بعض الأقوال التي اتهمت عمر بن الخطاب أنه خالف نصوص التشريع الإسلامي حينما اوقف حد السرقة في عام المجاعة لكنه على العكس من ذلك كان يطبق شرع الله بالرحمة، الوضع حينها كان مختلفًا عن أي وقت اخر، وهناك شروط في الاساس لتطبيق حد السرقة وهو القطع فيوجد الكثير من الحالات التي لا تستوجب القطع مثل سرقه بعض أنواع الفاكهة أو السرقة من بيت المال فيعتبر مختلس، أو سرقة ما أوتمن عليه الشخص فيعتبر خائن، ولكل منها حاله خاصة لا تستوجب القطع.
- كان عمر بن الخطاب حين ينص على شيء يبدأ في البداية بـ تطبيقه على اهل بيته ونفسه، وتاليًا على الولاة مهما كانت مكانته حتى انه تحدث عن أحدى المواقف حيث جاءه شخص من أهل الذمة يشتكي له من ابن عمر بن العاص، وما كان من أمير المؤمنين حينها إلا ان أخذ حق هذا الرجل امامه وبيده كما جاء له يشكو مباشرة أمامه وليس بخطاب، الكثير من المواقف توضح وبرغم قوه ورابطه جأش عمر بن الخطاب الا إنه كان رحيم جدًا بالناس.
*خواطري:
- ما يعيب هذا الكتاب أنه غير مقسم مطلقًا، لا يوجد فيه فصول او فقرات منفصلة حتى ما بين موضوع والأخر، فجميع الموضوعات متتالية بدون أي فواصل، وهذا كان يسبب لي نوعًا من التشتت، احب وانتبه جدًا الى طريقه تقسيم الكتب التي اقرأها.
الشيء الثاني الذي لاحظته أن غلاف هذا الكتاب مكتوب عليه رواية، ومن وجهه نظري المتواضعة أن هذا الكتاب لا يندرج في قائمة الرواية، هو كان عباره عن سرد صريح لبعض المواقف والرد عليها منذ وفاة الرسول وحتى وفاة سيدنا عمر بن الخطاب، كيف كانت ولايته وخلافته والمواقف التي حدثت أثناء ذلك سواء من الناحية الاجتماعية أو من الناحية العسكرية أو من الناحية الإسلامية، لذا لا يمكن اعتبارها رواية.
- هذا الكتاب وضح صفات عمرو بن الخطاب الإنسانية، الشدة لا تعني القسوة، القوة لا تعني البطش، كان يحمل من كل الصفات الجزء الكافي الذي يجعله من اعظم الشخصيات على مر التاريخ.
* بعض الاقتباسات من الكتاب:
- الإسلام قتل كُفر عمر، ولكنه لم يقتل شخصية عمر، بل أطلق لها العنان بعقلية جديدة، فالذي كان صلبًا في الباطل بقى صلبًا ولكن في الحق.
- يريد أن يخبرك أنه معك رقم المسافة، يريد أن يطمئنك لا أن يخوفك، يريد أن يقربك لا أن يبعدك، يريد أن تحبه أكثر مما تخشاه.
- إن الله رحيم بالناس، يأخذهم إلى هذا الدين بالتدريج والأناة، فلم تنزل شرائع الإسلام دفعة واحدة.
- أن العدل أن ترضى لغيرك ما ترضاه لنفسك، وتأبي له ما تأباه لنفسك.
- إن الناس يؤدون حق الله ما أداه الإمام، وإن الإمام إذا رتع رتعت الرعية.
ما هو رد فعلك؟






