كتاب بين صوتين لـ بثينة العيسى

مراجعة كتاب بين صوتين لـ بثينة العيسى

يونيو 19, 2023 - 11:12
يوليو 14, 2023 - 11:21
 0  3
كتاب بين صوتين لـ بثينة العيسى
كتاب بين صوتين لـ بثينة العيسى

*منذ فترة أبحث عن كتاب يتحدث عن الكتابة و جاء أمامي هذا الكتاب بالصدفة بترشيح من صديقة، و الحقيقة أنني ممتنة للترشيحات الجميلة المفيدة.

 

*الكتاب يتحدث بشكل محدد عن جزء في الرواية و هو الحوار، كيف يمكنك أن تقدم حوار مختصر و مفيد مقارنة بحوار مطول ممل، الأجمل أن بثينة العيسى كانت تعطي كل جزء من الفكرة التي تقدمها عنوان منفصل، و هذا ما كان يساعدك في أن تفهم ما تريد هى أن توصله لك بسهولة.

 

*تحدثت عن فكرة أن الحوار يمكن أن يكون بلا معنى، و في مرة أخرى يمكن أن يكون هو الحبكة ذاتها، فإن فائدته تتلخص إما أن يكون دفع للأحداث بشكل ما، أو تعريف بالشخصيات بشكل سلس غير فج أو واضح و كأنه يرمي لك المعلومات بشكل متسلسل دون احترافية، و أكدت على أن الحوار الذي لا يفيد يجب حذفه دون تفكير.

 

*استطاعت بثينة العيسى أن تضع أمامك كل الأفكار التي يمكن الحصول عليها لكتابة حوار صحيح و متماسك و يخدم العمل الروائي بأكبر قدر ممكن، فالهدف من الحوار هو الاستفادة للعمل و للقاريء في المقام الأول.

 

*من أهم النقاط التي تحدثت عنها و التي تصنع جدال أبدي هو هل أكتب الحوار بالفصحى أم بالعامية، على الرغم من أنني كنت أشعر في فترة ما أن الحوار بالعامية يمكن أن يكون أكثر قربًا لأذن القاريء و كأنه يسمع الأبطال أمامه، إلا أنني بعد فترة و بعد زيادة قراءتي بأكثر من شكل أصبحت أتجه أكثر لفكرة استخدام الفصحى في الحوار، و على الرغم من هذا استطاعت الكاتبة أن تجعلني أقتنع بجزء من وجهة نظرها في أهمية عدم التعصب لشيء ما في الكتابة، فالتجربة و الإقبال من القاريء هو ما يحكم في النهاية، و أن كنت لا أتفق مع فكرة استخدام المفردات العامية أو باللهجات المختلفة في الحوار و التي قد يكون من الصعب على أصحاب اللهجات الأخرى فهمها، فيمكن استخدام اللهجة البيضاء كما يطلقون عليها.

 

*و في هذا الجزء القت الضوء على أن إذا كان الحوار بالفصحى أو بالعامية في النهاية يجب ألا يفقد روح المكان و الأشخاص في الأحداث، و هذا ما جعلني أتذكر بشكل مباشر روايات الأديب نجيب محفوظ، التي كان يكتب فيها الحوار بالفصحى و لكنك تستطيع أن ترى الأشخاص أمامك يتحدثون بلغة الحارة دون فقد روحها و الفاظها المتعارف عليها و الدارجة أبدًا، و هذا كان بالنسبة لي أكبر مثال على نجاح الفصحى في الحوار دون أن تفقد روح المكان و الأشخاص.

 

*أيضًا ذكرت بثينة العيسى في هذا الكتاب أن تبسيط الحوار نفسه أمر ضروري ليصل للقاريء بشكل بسيط و سلسل و أكثر حميمة، فيجعله يمتزج مع الأحداث و يشعر بها أكثر، فالحوار هو ما يعرف القاريء على الأشخاص و طباعهم و ما يكرهون و ما يفضلون و غيرها من الصفات، فإذا ما وضعته بشكل متكلف أو بألفاظ و عبارات غير مفهومة لن يؤدي غرضه أبدًا.

 

*من أجمل الأفكار في الكتاب أن الكاتبة في كل جزء تقوم بوضع أمثلة كثيرة لتوضيح الفكرة، و الحقيقة أنني أحببت هذا التوضيح، الكتاب جميل و مفيد و مهم لكل من يفكر في كتابة الرواية أو حتى للقاريء، سيساعده في رؤية الحوار بصورة مختلفة تمامًا و يقرأ ما بين السطور.

 

*بعض من الاقتباسات:

 

-بالتأكيد توجد لحظات يشعر فيها المرء بأنه ملهم لكتابة ما يكتبه، أن الأمور تجري على نحو مثالي، سماوي خارق! و لكنها لحظات استثنائية عابرة، و الرواية في أكثرها.. يكتبها الكدح لا الإلهام.

 

-قواعد كتابة الحوار الروائي لإليزابيت بوين: يجب أن يكون الحوار موجزًا، يجب أن يشكل إضافة لمعرفة القاريء الحالية، يجب ألا يحتوي على الكلمات الروتينية في الحوارات العادية، يجب أن يتضمن حسًا عفويًا.

 

-الاختصار بذاته ليس غاية، بل وسيلة، و المطلوب ليس كتابة الحوار بأقل قدر من الكلمات بل الانتقاء النوعي لتلك الكلمات بالشكل الذي يحقق لها حضورها الفاعل في صناعة المعنى.

 

-إن جاذبية الرواية تكمن في كونها "تأويلاً " للواقع و ليس مرآة له، و لو كان الروائي مجرد ناقل للواقع ، لانتفت الصفة الفنية عن الرواية، الرواية تكثف الواقع و تعيد ترتيبه و تزيل منه الزوائد و الأطراف، تصقله، ثم تضعه أمام عينيّ القاريء ليراه.

 

-يميز إي أم فوستر بين الحبكة و القصة: "دعونا نعرف أن الحبكة لقد عرفنا القصة بأنها سرد من الأحداث المرتبة زمنيًا، الحبكة أيضًا سرد من الأحداث مع التركيز على الكارثة.

 

-افتراض أن الحوار يكشف الشخصية للقاريء، من الناحية الثقافية و الاجتماعية، العرقية و الدينية، النفسية و العاطفية، إنه عاكس لدوافعها و رغباتها و مخاوفها، و لا يشترط أن يحدث بشكل مباشر أو مقصود من قبل المتحدث نفسه، فقد يكشف الحوار عن الشخصية أكثر مما تريد هى.

 

-أعتقد بأننا نميل لأن ننسى بأن الرواية هي "بنية"، أي أنها عالم مغلق له قوانينه الخاصة بمجرد أن يدخل القاريء إلى هذا العالم، فهو يخضع لقوانينه، و إذا كانت الحوارات الفصيحة هى أحد عناصر هذا العالم، فالقاريء مهيأ نفسياً لقبول هذا.

 

-إذا أردت المزج بين اللهجة و الفصحى، و التنقل بينهما بحسب المشهد و حاجته، سيكون عليك أن تنجز هذا التحول برشاقة لا ينتبه لها القاريء، و لا يزعج أنه الداخلية.

 

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبنى لم يعجبنى 0
أحببته أحببته 0
أضحكني أضحكني 0
أغضبني أغضبني 0
أحزنني أحزنني 0
واااو واااو 0
دينا ممدوح كاتبة مصرية شغوفة بالقراءة والكتابة