رواية 2 ضباط - عصام يوسف

اسم العمل: 2 ضباط 

المؤلف: عصام يوسف 

النوع: رواية_ اجتماعي 

صادر عن: المصرية اللبنانية 

عدد الصفحات: 505 

رواية واقعية من الحياة المصرية تحكي عن ضابطين متناقضين تمامًا، أحدهما نموذج سيء للضابط المصري، والآخر واجهة مشرفة جدًا لما يحمله من خلق وأمانة عالية في أداء عمله، لكل منهما حياته الخاصة ونظرته للحياة التي يسعى لتحقيق آماله وطموحاته عليها، لكن نتيجة الصدام ستكون كارثية وعلى عكس علم الكيمياء الذي نص بأن الأقطاب المتنافرة تتجاذب، إلا أن الواقع مختلف كليةً فقد ينتج عن هذا اللقاء حريق هائل لا يمكن إطفاؤه على مدار السنين ..

الرائد شريف بيومي من عائلة ميسورة الحال، يعيش حياة مرفهة بشكل كبير إلى أن دخل كلية الشرطة، يسير أموره وفق أهوائه دون أن يغضب أحدًا، فبعد تحقيق حلمه الأول والتحق بكلية الشرطة وتخرج منها، قابل في طريقه ابنة أحد أهم رجال الأعمال في مصر، عزم على التقرب منها والتودد إليها بكل الطرق حتى يحصل على مراده، فالزواج من ابنة راغب المحفوظ يفتح له كل الطرق المسدودة، فرغم أنه ضابط وعلاقاته كثيرة، إلا أن العلاقات الأكبر مع أبي بيري، الوزراء ورجال الدولة الكبار على علاقة به، علاوة على الارتياح المادي الذي سيحصل عليه من تلك الزيجة، فأبوها لن يبخل على ابنته الوحيدة بأي شيء، لذا كان حتميًا عليه الحرب للزواج منها بأي ثمن ..

النقيب وليد سامي، قائد سرية الدعم بوحدة الأمن المركزي بالمنيا، والده متوفي، يعاني منذ بداية زواجه من تأخر الإنجاب، إلى أن أراد الله وتحقق بعد ما يقرب من خمسة أعوام، الكل يشهد بكفاءة وليد في العمل ومدى حرصه على تألق وبراعة السرية التي يقودها، محبوب من الجميع بداية من قائد الوحدة حتى أصغر عسكري فيها، حياته الزوجية على أفضل ما يرام، مثال للزوج الذي تتمناه أي فتاة، لكن الحياة لا تدوم على حال واحد، فبعد ثانية ربما نكون في حال اخر ..

يتعرض أخو وليد للضرب والإهانة من الرائد شريف في محطة الجيزة وأثناء تدخل زوجته لمنع الضباط والأمناء من قتل أخيه عماد صفعها شريف على وجهها لتسقط من على الدرج وتفقد جنينها في الحال ليبدأ صراع من نوع خاص بين الحق والباطل، الخير والشر، السلطة العليا والظهر غير المسنود، لا يجرؤ على المساس بشريف، ولا يستطيع وليد التغلب على دولة بأكملها تقف في ظهر شريف ..

رواية تأخذك من أول موقف في صلب الأحداث، الحقيقة أن الرواية تضعك موقف كل الشخصيات، فشعرت بكل ما شعروا به، عايشت أحلام شريف وطموحه، بل وتمنيت تحقيق ما يريده، شعرت بقهر وذل سحر أمام شريف ووددت لو أبلغت عنه، رأيت فخر واعتزاز الجنود بقائدهم وليد، تقطع قلبي لوفاة العريف ناجي، انطفر فؤادي للظلم الذي تعرض له عماد ومها زوجة وليد، الانفعال غلب عليّ في كل أحداث الرواية مما جعلني في حالة ذهول من براعة كاتبها ..

ناقشت الرواية قضية الفساد الكامن في بعض أفراد الدولة وليس كلهم، وقد يضيع حقوق الكثير، ليس فقط من المواطنين، بل أيضًا من داخلهم، بلغة عربية فصحى بسيطة في السرد ولغة الحوار عامية جميلة جدًا، فلأول مرة منذ زمن أشيد بوجود العامية في الرواية، فبعض اللهجات الصعيدية كانت بداخلها ولا استطيع تذوقها بدون لكنتها، شخصيات عديدة جدًا داخل الرواية بوظائف مختلفة ومؤثرة، كيف لشخص يستطيع أن يجمع كل هؤلاء بين ضفتي كتاب! تلك هي البراعة بعينها والإبداع بذاته، غلاف مميز وعنوان بسيط جذاب ..

التقييم 

5/5 بدون نقاش 

اقتباسات 

ملحقتش عشان كنت بجري ورا الأحداث