رواية واشتعلَ القلبُ شيبًا - سارة االعقاري

أبريل 2, 2023 - 01:33
أبريل 2, 2023 - 02:34
 0  201
رواية واشتعلَ القلبُ شيبًا - سارة االعقاري
رواية واشتعلَ القلبُ شيبًا

أحبُ "سارة" وأحبُ كل ما تكتبه تربطنا ببعضنا علاقة قديمة أساسها حبنا المشترك للقراءة.

عندما منحتني "سارة" نسخة إلكترونية من كتابها "واشتعلَ القلبُ شيبًا" كنت أعلم أنني على شفا تجربة هائلة من القصص الملهمة والرسائل القصيرة وبغض النظر عن حبي الجم لهذا اللون من الكتابة لم أكن أتوقع أبدًا أن الكتاب بهذا الجمال الفائق وهذه الروعة السابغة والتسليط الدقيق على أناس لم نشعر بهم رغم تواجدنا معًا كل يوم، وبالرغم من ثقتي بنُبل قلمها وحبي لكل كتاباتها كما ذكرت مسبقا إلا أن هذا الكتاب تفوقت فيه سارة على نفسها ألف مرة.

الكتاب عبارة عن تجارب كثيرة وحكايات متنوعة يحكيها لنا أصحابها في هيئة رسائل ربما يرسلونها لنا كقراء وربما يرسلونها فعلا لأناس آخرين.. سارة لم تترك صاحب مصيبة إلا وكتبت عنه ولم تجد صاحب مشكلة إلا وجعلتنا نعيش مشكلته معه.. ولأول مرة أندمج تمامًا مع عمل أدبي وألتهمه سريعًا في سويعات قليلة لأجدني في النهاية قد التهمت كتابا كاملا في أربع ساعات.

كلما أنهيت رسالة كنت في شوق تام لمعرفة صاحب الرسالة التي تليها.. من طبيب سيتخرج غدا إلى عريس سيتزوج بعد أيام ثم إلى محاربة سرطان ومنها إلى طفل صغير من أطفال الشارع يكتشف فجأة بأنه لقيط إلى طفل سوري وأخرى فلسطينية.. من سيدة لا تنجب لأخرى اتهمها الناس في عرضها زورًا وهكذا.. حكايات كثيرة يكتبها لنا أبطالها سواء كانوا مظلومين أو حتى الظالمين أنفسهم.. ولأول مرة أتعاطف مع القساة عديمي القلوب لأنني ولأول مرة أيضًا أضع نفسي مكان الطرف الآخر بكل أسبابه ودوافعه.

لغة سارة كما يعلمها الجميع لغة بسيطة وسهلة متشبعة بكم هائل من آيات القرآن الكريم التي تُسقطها على لسان أبطالها ببراعة.. وقلمها رشيق يتحرك بخفة وسلاسة بين الآحداث فلا تكاد تشعر بنفسك إلا وكأنك بين الأبطال تعيش معهم وتتحرك بينهم وتشعر بما يشعرون.. أو وكأنك تشاهد عملًا دراميًا مصورًا أمامك وليس مجرد أحداث مكتوبة على ورق.

في هذا الكتاب بكيت بكاءًا مريرًا كما لم أبك من قبل.. القصص صعبة جدا وملهمة وسارة أجادت التعبير عن أصحابها فتارة تشعر وكأنها ولدت في فلسطين ونشأت تحت القصف وتارة أخرى تشعر وكأنها لم تبرح مخيمات اللاجئين في سوريا منذ ولدت وتارة أخرى تتحدث على لسان فلاح ريفي بسيط بلغة عادية بسيطة جدًا فتدهش لأن هذه الفتاة قادرة على أن تتحكم بقلمها بهذه الطريقة العظيمة.

واشتعل القلب شيبًا، ملائم للصغار قبل الكبار.. وعلى الرغم من الطابع الحزين للكتاب إلا أن نهايات الرسائل متنوعة بين نهايات حزينة أو سعيدة أو مفتوحة، سيملؤك الكتاب بالرضا تجاه ظروفك وبالصبر على واقعك وبالأمل تجاه كل مشكلة لم تجد لها حلًا.

وأخيرًا صديقتي سارة لا تحب الكلام عن نفسها أبدًا ولا يعرف أي منكم ما المشكلة التي تواجهها في حياتها ومع ذلك كنت واحدة ممن دفعوها للكتابة عن نفسها في آخر الكتاب فوجهت آخر رسالتين فيه لسارة العقاري وتخيل أن يوجه الكاتب رسالة إلى نفسه، لن أخبركم عن محتوى الرسالتين لكنني تركت لكم مهمة الاطلاع عليهما.

سيظن بعضكم أن المراجعة مليئة بالتحيز لكنها والله ليست منصفة أبدًا لأنني كما قلت أتحدث عن صديقة وأخت قبل أن أتحدث عن كاتبتي المفضلة.

بقلم أروى الصاوي

------------------------

نبذة عن الرواية

انتبه...

يُوشك أحدكم أن يتعثرَ هنا بقصته، وأن يقرأ من بين هذه الرسائل رسالةً تخصه لكنه لا يدري متى كتبها ولا يذكر أنه طلب من أحد كتابتها نيابةً عنه!

هُنا أحداث متلاحقة ورسائل كُثر بعضها يخصك وبعضها يخص جيرانك في المسكن وأصحابك في العمل أما البعض الآخر فيخص أناسًا ربما لم تعرفهم قط فتعال أعرفك عليهم...

تنفس بعمق؛ ثم امسك يدي وتعال نذهبُ إلى زنزانة "حسام" شاب جميييل سـ يعدمونه غدًا اجلس معي لنسمع سويًا حكايته وليقص علينا شعوره قبيل إعدامه بساعات.

هيا بنا نصعد سفينة "زين" ليحدثنا عن دوافع ونهاية كل مهاجر غير شرعي .. لكن تماسك مازالت أمامنا تجارب أخرى وحكايات كُثر على رأسها حكاية "تميم" لكن عدني ألا تبكي تميمًا أبدًا أبدًا، أخشى أن يحزنه بكاؤك وحزن "تميم" غال عليّ!

أما "رؤى" العروس فصبِّرها وتماسك أمامها .. وضع نهاية لائقة لـ "علاء" لأنني تركت لك مهمة كتابة نهايته.. أوووه هناك فتاة تحاول الانتحار اركض معي عسى أن ننقذها.

كفى تعبنا اليوم دع يدي وهيا لنسترح، نُكمل رحلتنا غدًا إن شاءالله..

تريد أن تُكمل؟

إذن كما تود، هيا لأعرفك على "سهىٰ" و"يمنىٰ" و "وعد".. ولأحكي لك حكاية "بنان" السورية.. و"لين" الزوجة الثانية.. و"سلمى" مُحاربة السرطان.. و"محمود" الطبيب العريس الذي سيتخرج غدًا.. و "مالك" صاحب العشر سنوات و"إبراهيم" الشاب المغترب، و "يُوسف" اللقيط، وشام الفلسـ.ـطينية، ومها وسارة ومُصعب وأروى وخالد وغيرهم كثييييير.. لكن عدني أن تصبرهم وألَّا تبكي أمامهم أبدًا فإنني أكره أن أوجعهم يكفي ما بهم من وجع.

عندما تنتهي الرحلة أخبرني أيهم شعرت أنه يشبهك.. مَن فيهم كانت حياته نسخة من حياتك أنت؟.. من فيهم مست حكايته قلبك لأنك تعيش حكاية مشابهة؟!

"واشتعل القلب شيبًا" كَتَبْته بجهد هائل ومشاعر قاتلة ودموع غزيرة أذرفها على صاحب كل مصيبة دفعني قلبي للكتابة عنه.. فترفقوا به وتلطفوا بأبطاله.


ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 3
لم يعجبنى لم يعجبنى 0
أحببته أحببته 2
أضحكني أضحكني 1
أغضبني أغضبني 0
أحزنني أحزنني 1
واااو واااو 0